مشاهدة النسخة كاملة : قاض لقاضية بقلم الأستاذ سيدي منير الركراكي



أشرف
05-07-2005, 01:11
قاض لقاضية

ذ. منير ركراكي




لاح الصبــاح وعم البشر والخبر = رؤى من الغيب فيــها النصر واليَسَر
والكــل مبتسم فــاليوم مؤتمر = شعــاره لا لمن هانــوا ومن مكروا
لمن أضـــافوا لفيل المَلْكِ فيلَتَهُمْ = لم يبق في معــرب الأفيــال معتبر
إلا جمــاعة ياسين التي انتفضت = في شخص أنثى، وهل أنثى كمن ذكروا؟!
بل من نساء الورى من هن في سنم = من ديننا لم ينــل من أفضاله ذكــر
راموا محاكمـة الفضلى التي نطقت = بالكفر في حـــق "رب" نعتـه بشر
يوم المحــاكمة الأدهى رأوا أمما = جــــاءت لنصرة أنثانا وما ذُعِرُوا
وَهْيَ التي ألهمت صمتـــا له قلم = بالرمز يحكي أمـــورا كشفها خَطِرُ
خــلافة المصطفى الهادي مُصَدَّقَةٌ = تَكُونُ "ثُمَّ سَكَتْ" والرمـــز يختصر
قــــامت بعدل وإحسان شهادتها = قـــالت وبالصمت لاذ النِّكْسُ يَدَّثِرُ
وصــار للمُلك أبـــواق موجهة = لبنت يـــاسين أفواه لهــا شـرر
هــذا يبرر مــا قالت و "يعذرها" = وذاك بــالكيد يستعـــدي وينتهر
وذا يـراسلها طـــورا "يناصرها" = وتـارة يقتفي آثــار من وَغِــرُوا

فــأعلنت صَمْتَهَا صومــا برامزة = كصمت مريم لم تحفل بما نشــروا
قالت بخرقتــها البيضاء ســاخرة = من كل من شمتوا لؤمًا ومن سَخِـرُوا
يــا صاحب الكِذْبَة البلقاء كن حذرا = عذرا، مع القـدر المقــدور لا حَذَرُ
لا يفلــح الساخر المغرور حيث أتى = من يَسْخَرِ اليــــوم فالأيام مُخْتَبَرُ
قــل لي أليس لهذا الكون محكمـة = حــتى يُذَلَّ الأُسَى والخَـبُّ مُؤْتَمِرُ؟!
من ســره أن يكــون اليوم طاغية = أليس للمعتدي في المنتهــى سقـر
من عـــاش نال من الأعداء بغيته = ومن يمــت فله القهـــار ينتصر
فـــاكتب وبرر وغرر وابتكر كذبا = فـــلا يحيق الأذى إلا بمن غدروا
في حبـل ربي لنا -يا صاح- مُعتَصَمٌ = ومــا سواه - أخا الإسـلام – يَنْبَتِرُ
والمــرء ما عاش في الدنيا إلى سفر = إذا انقضى سفر منهـــا أتى سفر
من يقض بالجور لا يَظْفَر بحــاجته = واللهُ أعمــــالَ أهل الحق لا يَتِرُ
والليل مهمـــا يَطُلْ فالصبح مُنْبَلِجٌ = مظـــالم الليل تَبدو إن أتى السَّفَرُ
عــادٌ وفرعونَ والأحــزاب مُنبِئَةٌ = أن العــواقب لا تأتي بما انتظروا
مــــاتوا وماتت مع الأيام دولتهم = ودعـــوة الحق في الآفاق تنتشر
والله بـــــاق له الهامات خاضعة = وخَدُّ من ظلموا في اللَّحْدِ منعــفر
من يَشَـــأ فَلْيَقرَإِ الآيـات في سُوَر = أو لم يكن قارئــــا قُرآنُهُ الأَثَر
فـــانظر تَجِدْ يا أخي في النفس آيَتَهُ = كلٌّ له أَجَلٌ، كـــــل له عُمُرُ
من ذا يصـــدق أنثى قولهــا جَلَلٌ = قالت عظيمـا فهاج النَّابُ والظُّفُرُ
لم يرفع اللَّبْسَ إلا الغيبُ بَشَّــــرَها = هُزِّي بجِذْعِ التُّقَى يَسَّــاقَطِ الثَّمَرُ
أَنْعِمْ به ثَمَـــرًا إن كان قـــاطِفَهُ = شعبٌ تَعَــوَّدَ أن ينقاد إن أَمَرُوا
والوالـــد الفذُّ بالبُشرى يُذَّكِّــرهَا = بما رأت مِنْ رُؤًى عُنـْوَانُها الظَّفَرُ
جـــاء الجميع إلى بيت القضاء فلم = يروا سوى شــارع بالأمن يَسْتَعِرُ
والشعب خلف المَتَـارِيسِ التي وضعوا = عَيْنٌ على الباب والأخرى بها سَّدَر
حتى أتى المــوعد الموعود فابتدأت = جَحَافِل الأمن حول البــاب تنتشر
ذي مســـرحيتهم والله كـــاشفها = كمـــا يُجَلِّي سَوادَ الظُّلمَةِ القَمَر
فَصْـــلٌ هو الحَظْرُ والثاني مطالبة = بِبِذلة أو بطاقــــات بها صور
وثـــــالث رفعوا عنه الستار وقد = بانت عِصِــيٌّ بها تُسْتَنْفَرُ الحُمُرُ
لما علا صوتنـــا بالرفض معترضا = أَهْوَت علينا كما الأحجارُ تَنهـمر
لم يبـــــق إلا رفع الذكـر حَسْبَلَةً = والله أكبـر حسبُ العبد لو خبـرُوا
من ذا يقـــــاومها، من ذا يغالبها = وَهْيَ القضـاءُ مِنَ الجبـار والقـدر
للسلم قد جنحــوا من بعد ما فُضِحوا = هانوا ولانوا وكانوا قبل قد صَعـرُوا
وقاعة الحكم لم تلبث أن امتـــلأت = بالأمن والرعب والفوضى ومن بَكَرُوا
من ذا له ناقــة في الأمـر أو جملٌ = والفعل فــاعله – يا صاح – مستتر
هــذا يدافع عن قــــانون حرية = وذا يحـامي على الشعب الذي قهروا
عن قـــائل لا ومن بالحِبْرِ سَطَّرَها = والحقُّ يُكـــرَهُ منه الوِرْدُ والصَّدَرُ
صوت كهمس وأصــوات كصاعقة = قــاض لقــــاضية تُفْنِي ولا تذَر
الجمــع منتكس، والكـــل مبتئس = إلا لِحىً من رجــال في الدُّجَى قُمُرُ
إلا حجـــابا بدا نارا عـــلى عَلَمٍ = إلا سَــوادًا به البيضـــاءُ تفتخر
مِنْ هيئــة الدَّفْعِ والقـــانونِ مِهنتُهَا = رفع المظالم عن مستضعف حَقَرُوا
يــا قاضي الأمر إن الأمر مُضطَرب = دِفَاعُنَا خلف بــاب البهو مُنْحَصِر
فُكُّوا الحصــــار سريعا ذي مطالبُنا = من ذا يُـرافِع في ذا الجوِّ فابْتَدِرُوا
مِن بعــد أخذٍ ورَدٍّ جـــــاءهم نبأٌ = أضحت بمــوجبه الأحكام تَنْتَثِرُ
في لحظة رُفِعَــتْ بالأمر جَلسَتـــُنَا = قـــالوا لنَدْيَةَ: "إن العفو مُنتظر"
قـــالت وَعَظنَــاهمُ لم نَرتَكِبْ خطأ = وهل يَلِيــنُ لقَولِ الواعظ الحَجَـرُ
لا خيـــر فينــا إذا لم نُبدِها لَـهُمُ = بذاك وصَّى صِحَابَ المُصطفى عُمَرُ
نصيحــــــة قُلتها والنُّصحُ مُعْتَبَرٌ = إن كان في القوم من يُصغِي ويَدَّكِرُ
وبعد خَمْــــسٍ أتى القاضي وجَوقَتُهُ = واهْتَزَّ من عُــودِ أَضغَانٍ لهُم وَتَرُ
"بالوجه لا بالقَفَـــا يا هـذه انْتَصِبِي" = (والبَهْمُ يَزْجُـرُهَا الرَّاعي فَتَنْزَجِرُ)
قالت: "وهل يَحْكُمُ القــانون هَيْئَتَنَا؟ !" = ضَجَّ المحـــامُونَ فالأحكام تُبْتَكَرُ
لم يلتحـــــق بَعدُ إخوانٌ لنا مُنِعُوا = هلا أَمَرْتُم برَفعِ الحصْرِ من حَصَرُوا
صمتــا فإن وَكِيــــلَ المَلْكِِ نائِبُهُ = يُدلِي بقـولٍ عَنِ الأجواء فاصْطَبِرُوا
"ذي جَلســــــةٌ وَفْقَ أجواءٍ مُعَينة = لضــابط الأمن فيها الشأن والنظر
البــــاب مفتوحة والهيئـة التحقت = والكـل يَرْقُبُ مَا مِنْ أجله حَضَرُوا"
قال المحـــامون: "هذه فِرْيَةٌ صُنِعَتْ = لا زال بالباب إخــوانٌ لنا حُظِرُوا
أجـــواءُ جلستِنا تمضي بلا سَـكَنٍ = هيَّا ارفَعُوها إلى أن يُرفَــعَ الضَّرَرُ"
لم يبق للقـــــوم إلا مَخْرجٌ سَمِجٌ = فالأمر أعلى من القاضي ومن حضروا
يا كــــاتب الضبط سَجِّل عنهُمُ طَلَباً = رام المحــامون تأجيلاً بهِ ظَفِرُوا
أَجِّلْ إلى غيـــر ميعـــاد قَضِيَّتَنَا" = أَملَى القـــرارَ ولم يظهر له أَثَرُ
بالشَّجْبِ ضَجَّـتْ هُتَافَاتٌ قد اعْتَرَضَت = على قرارٍ من القـاضي به ائْتَزَرِوا
فَرَّ القُضـــاةُ ولم يَقْوَوْا على أَمَــةٍ = الله نــــاصِرُها والأجرُ مُدَّخَرُ
زُفَّــــتْ إلى فَاطِمِ الزَّهْرَاءَ أُسْوَتِهَا = والبِنتُ من أُمِّـــها غُصْنٌ له ثمر
والجَدُّ جَدُّ الحُسين الـمُبتـــلَى ذَبَحُوا = تبقى فروع لأصـــل حين يَنْعَقِر
والبنت بالوالد المصــــحوب معجبة = كم من عظيمــة قوم خلفها ذكر
لمـــا انصرفنــا التففنا حول نَدْيَتِنَا = الله أكبـــر ذَلَّ القوم وانكسروا
وانهارَ في ذا النَّهار الحُكمُ وانتصَـرت = بالله قـــــائمةٌ في قولها النٌّذُرُ
كُلٌّ يُهَنِّئُهَا فالحقُّ مــــــا صَدَعَتْ = به وخــابَ الذي بالزُّورِ يَنتحِرُ
ظَنُّوا وســــاءَت ظُنُونُ القَومِ قَاطِبَةً = أنَّ الجمـــاعةَ فيها البَطُّ والنُّمُرُ
فيها الحَمَـــائِمُ تُعطِي السَّجْعَ من فَنَنٍ = وفي رُبـاهَا أسود إن لَقُوا زَأَرُوا
ذا "مجـلس الرُّشدِ" جـاء اليَوْمَ يَدْعَمُهَا = وذي "الأمَـانَةُ" كلٌّ حـولها ظَهرُوا
و"الزائـرات" و"أهـل البيت" كُلُّهُمُ = يسـعى لهـا زُمَـراً من بعدها زُمَرُ
حتــى إذا ما استوى في الدُّرجِ مَوكِبُهُم = عَمَّ الشِّفَــاهَ ابتسامٌ نَاضِرٌ خَضِرُ
والكل من حـــولهم مُستَبشِرٌ فرحُ = فاليـــوم عِيدٌ، إذن فلتُؤخَذِ الصُّوَرُ
ولْتَغْنَمِ القَنَــواتُ الوقْتَ إِنْ حَظِيَتْ = مِنْ "نَــــاطقٍ" بجوابٍ قولُهُ دُرَرُ
خَلاَ لكِ الجَوُّ بِيضِي يـــا حَمَامَتنَا = فصَقْـــــرُنا نَدْيَةٌ في ثَغْرِهَا وَبَرُ
عــادت إلى بيتها والحِفْظُ يَصحَبُها = وفي قَضِيَّتِهـــــا التِّبيَانُ والعِبَرُ
ما كـــان أَمْسِ مَنَاماً صار وَاقِعةً = والوعدُ حــقٌّ يُرَى إن لم يَكُنْ عَوَرُ
أمَّــا إذا عَيْنُ قَلْبِ المرءِ قد عَمِيَتْ = فالحق يَغْدُو هَــوَىً، لا ينفع البَصَرُ
لما رآهـــــا أبُوها هَشَّ مُبتَهِجاً = فالحقلُ يُفصِح عن خيــراته الزَّهَرُ
قــال الحبيب وقَوْلُ الحِبِّ موعظةٌ: = "ذي رَميَةٌ دُونَمَــا رامٍ أَلاَ اعْتَبِرُوا
لا تَبْطَــرُوا نِعمةً جاءَتْ على قدرٍ = والشُّكرُ يُــربِي، وكُفْرُ النِّعمةِ البَطَرُ
ثم اقْتَــدُوا بالأُلَى كانُوا لكُم سُرُجاً = بــلاهُمُ الله والعُقبَــى لمن صَبَرُوا
كـــونُوا رِجالاً على مِنهاجِ أَوَّلِكُم = أنتم غمَــامٌ ومَنْ يَلْحَقْ بِكُمْ مطـرُ
عُـدتُم إلى القَومَةِ الكُبرَى فلا تَهِنُوا = بَلْ رابطُوا واتقُّوا المـولى ولا تَزِرُوا"
لآلِ شَيْبَــــانَ حُبٌّ خالصٌ عَبِقٌ = الجَدُّ والوالِد المحظُــــوظُ والغُرَرُ
بَنَــــاتُ نَدْيَةَ والأزواجُ أَجْمَعُهُم = كُلٌّ بها شَــــرُفُوا كُلٌّ بها اشْتَهَرُوا
وللحفيــــدَيْنِ قُبْلاتٌ مُعــطَّرَةٌ = أَنعِمْ بها أُســــرةً تَزهُو بها الأُسرُ
مِنِّي السَّــلامُ ومِنْ أهلِي ومِنْ ولدِي = نَفسِي الفِــــداءُ إذا ما نَابَهُم خَطَرُ
صَلُّوا على آل طـــه كلَّما ذُكِرُوا = صَلُّوا على صَحبِه الأحبابِ من شَكَرُوا
صَلُّوا على إِخوةٍ مِنْ بعدِهِم ظَهَرُوا = بِشـــوْقِهِ ظَفِرُوا، بالـمُبتَغَى أُجِرُوا
صلُّوا على سَيِّدِ السَّادَات من مُضـرٍ = يـــا زائِرينَ بِهِ حُجُّوا، بِهِ اعْتَمِرُوا
إِنَّ الصَّلاَة على المَاحِي لَنَا سَكَــنٌ = نِعْمَ الصَّلاَةُ أخي يُقْضَى بها الوَطَــرُ
صلُّـــوا عليه بآلاًفٍ مُؤَلَّفَـــةٍ = حـــتَّى يُقَالَ جُنِنْتُمْ، جُنَّ مَنْ قَتَرُوا



منير ركراكي
الجمعة 23 جمادى الأولى 1426هـ
الموافق لفاتح يوليوز 2005م


وغِروا: من وغر وغرا، والوغر شدة الحقد والغيظ.
الخًبُّ مؤتمر: الماكر الغادر مستبد برأيه، معتسف به.
يَتِرُ أعماله: ينقصها ويبخسها.
السَّفر: الفجر، لأن الفجر يسفر. قال الله تعالى: "والفجر إذا أسفر".
السَّدَر: الحيرة وما يشبه الترقب والتربص.
سَمِجٌ: قبيح.
مجلس الرشد أي مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان.
الأمانة: الأمانة العامة للدائرة السياسية في جماعة العدل والإحسان.
الزائرات: المؤمنات الزائرات الهؤسسة المشرفة على عمل المؤمنات في جماعة العدل والإحسان.
أهل البيت: أهل بيت الأستاذ عبد السلام ياسين من الأهل والولد والأقارب والأصهار.
الناطق الرسمي لجماعة العدل والإحسان الأستاذ فتح الله أرسلان.
وبر: رمز للقطعة من قماش صوفي كانت للا ندية قد وضعتها على فمها معلَّمَةً بعلامة حمراء دالة على الامتناع عن الكلام، فما يمكن أن يقال قد قيل والسلام.

هدية إلى للا ندية بمناسبة النصر المظفر في محاكمة النظام والقضاء يوم الثلاثاء. زادها الله نورا وبشرا، ورفع لها ذكرا، وأجل جلستهم الثانية حتى يقضي الله أمرا. "فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا". آل ياسين صبرا، لكم البشرى في الدنيا وفي الأخرى.
والحمد لله كثيرا أولا وأخيرا.
أخوك في الله منير
يسألك الدعاء الكثير، ويعتذر عن التقصير

المختار
05-07-2005, 17:26
بارك الله في منقولك اخي وحبيبي اشرف

جعل الله مجهوداتك في الميزان المقبول

sa4lim
07-07-2005, 18:04
اللهم صل على خير البرية محمد حبيب عائشة وسلم أفضل التسليم.
ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.

http://rafi3.free.fr/ya_dalil.ra

أشرف
09-07-2005, 01:27
بارك الله فيكما إخوتي ومشكورين على مروركم المبارك