مشاهدة النسخة كاملة : القرضاوي:منعت من دخول بريطانيا بسبب موقفي من العمليات الاستشهادية ورفضي للشواذ وإجازت



إسلامية الفاروق
01-04-2008, 19:26
[b][size="3"][size="4"]روى الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، الخلفيات التي على إثرها رفضت الحكومة البريطانية منحه تأشيرة دخول لأراضيها، إذ أوضح أن «موضوع المنع له خلفيات قديمة ممتدة منذ 4 سنوات، حيث ضغط اللوبي الصهيوني باتجاه إبعادي عن العاصمة البريطانية، والتي دخلتها لأمور تتعلق بتأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من جهة، واجتماع المجلس الأوروبي للإفتاء من جهة أخرى»، والذي نفى أن يكون نشاطه قد تقهقر في وقت من الأوقات.

وعدد الداعية الإسلامي المعروف أمورا ثلاثة، قال إنها كانت خلف منعه من دخول بريطانيا، وهي: موقفه من العمليات «الاستشهادية» داخل فلسطين، ورفضه لـ«الشواذ»، وإجازته ضرب المرأة.

وحكى الشيخ القرضاوي، عن موقف عمدة لندن الذي تولى الدفاع عنه، في الوقت الذي كان اللوبي الصهيوني يطالب بإبعاده عن الأراضي البريطانية قبل أربع سنوات مضت، وعرَج القرضاوي على قصة دخوله إلى دار بلدية لندن، التي قال إن عمدتها أبلغه أنه وقف ضد دخول الرئيس الأميركي إليها.

ونفى الداعية الإسلامي، الذي يترأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بشكل قاطع، مشاركته في وفد علماء المسلمين الذي يعتزم الذهاب للقاء بابا الفاتيكان، على اعتبار أن العلاقة مع الأخير لا تزال «مجمدة»، على خلفية الإساءة التي وجهها للإسلام بعد تنصيبه بأيام قليلة.

القرضاوي، تحدث مطولا في حوار مع «الشرق الأوسط» خلال وجوده في العاصمة السعودية (الرياض) في بداية الشهر الماضي، عن كيفية التصدي للمحاولات الغربية التي تسعى للنيل من الإسلام، حتى أنه دعا الحكومات الإسلامية إلى طرد سفراء الدنمارك من أراضيها، احتجاجا على تمادي صحف تلك الدولة في التطاول على نبي الإسلام. > بداية، نريد أن نعود إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في حفل تسلمه جائزة الملك فيصل العالمية وحصوله على فرع الجائزة عن خدمة الإسلام، كيف تقرأ مدلولات تردد الملك عبد الله بقبول الجائزة، مع وجود إجماع على استحقاقه إياها؟

ـ أعتقد أن كل من سمع كلمة خادم الحرمين في هذه الجائزة تأثر بها، وأعرف أن الرجل ليس أسيرا للمظاهر، وإنما يريد أن يكون همه رضا الله فوق كل شيء، لهذا كان تردده قبل أن يقبلها عن كل من يعمل للإسلام في صمت وبعيدا عن الأضواء. وهذا نعتبره في سجل حسنات خادم الحرمين، ونتمنى له المزيد من التوفيق في خدمة الإسلام والأمة والحضارة الإسلامية.

هناك أناس يعملون للإسلام، والناس ترى أعمالهم، وتنظر إليهم بعين، وتشير إليهم بالبنان، وتنشر أسماءهم في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، فهؤلاء الذين يعملون تحت الأضواء معروفون، ولكن هناك أناس يسمونهم في عصرنا «الجنود المجهولين». هؤلاء يعملون ولا يحس الكثيرون بما يعملونه، جاء ذكرهم في الحديث، حديث سماهم الأتقياء الأخفياء «إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، قلوبهم مصابيح الهدى، ينجون من كل غبراء مظلمة». هؤلاء هم أشبه بالجذع من الشجرة، الجذع هو الذي يغذي الشجرة بالحياة ويمدها بأسباب الري والغذاء، ولكن لا ترى الجذع، هم أشبه بالأساس من البناء، الأساس هو الذي يقوم عليه البناء، ولكن هذا الأساس لا يراه الناس، كما قال شوقي في مدح بعض من أقاموا المؤسسات من دون أن يعرفهم الناس، قال: خفي الأساس عن العيون تواضعا من بعد ما رفع البناء مشيدا هؤلاء هم الذين تنهض بهم الرسالات، وتحيى بهم الأمم، وليس دائما الذين يعرفهم الناس وتشير إليهم الأصابع، وتسلط عليهم الأضواء.

> ولكن ألا تعتقد أن أساس الرسالة الإسلامية، العمل في العلانية، بمعنى العمل بصوت مرتفع، كما كان يفعل الأنبياء والرسل الذين كلفوا برسالات سماوية؟

ـ أساس العمل العلن. ولكن هناك أشياء أحيانا تحتاج إلى العمل بالخفاء، تحتاج ألا يعلن عنها الإنسان، ليس من الضروري إذا أحسنت إلى رجل فقير أن تعلن بالصحف. فهناك أناس إذا لم يكن هناك إعلام يحيط بأعمالهم، ما عملوا. ولو ذهبت إليه وهو في مجموعة يدفع لك، ولو ذهبت إليه وحده قد لا يدفع لك شيئا. المهم أن يخلص الإنسان النية، وألا يعمل لوجه الناس، بل يبتغي وجه الله في عمله، وهذا هو المهم. وليس الشهرة مذمومة بحد ذاتها، بل طلب الشهرة هو المذموم. فالأنبياء أشهر الناس، والأئمة: أبو حنيفة، ومالك، وأحمد، والشافعي، والإمام بن تيمية، والغزالي، وابن القيم، هؤلاء مشهورون، ولكن لم تكن الشهرة هي معبودهم، هناك ناس يعبدون الشهرة، حتى باتت إلههم. هذا هو المخاف منه على الأمة.

> دعنا ننتقل إلى تداعيات رفض الحكومة البريطانية منحكم تأشيرة دخول إلى أراضيها، كيف تقرأ تداعيات مثل هذا الموضوع على شخصكم، وعلى أبناء الجالية الإسلامية داخل بريطانيا، والأقليات الإسلامية الموجودة في العالم؟

ـ أولا، أنا في الحقيقة لا يهمني كشخص أن أدخل بريطانيا أو لا أدخلها. ليست بريطانيا هي العالم، أرض الله واسعة، إذا ضاقت بي بريطانيا، تتسع بي بلاد أخرى. لكن نحن رفضنا هذا من ناحية المبدأ، لأن هذا الأمر ليس له مبرر، وحتى مواثيق حقوق الإنسان والاتفاقات الدولية أنه لا ينبغي أن يحظر على الإنسان في تنقله، يعني له حق التنقل من بلد إلى بلد. لذلك رفضنا هذا الأمر، ورفضته أبناء الجالية الإسلامية في بريطانيا، وهذا ليس ابن اليوم، بل من حوالي 4 سنوات، ذهبت إلى لندن، كان لدي هناك أمران مهمان، الأول: اجتماع المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الذي أتشرف برئاسته، وتأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وبعد أن دخلت إلى لندن، وسمح لي بالدخول، ثار اللوبي الصهيوني وأثار ضجة كبرى في ذلك الوقت، وأرادوا إخراجي بعد الدخول، وتبنى الدفاع عني عمدة لندن كين ليفنغستون، ودافع عني بحرارة وقوة، حتى بعض اليهود الذين يرفضون إسرائيل، وقفوا معي، وودعوني في المطار، منهم 8 حاخامات من حاخامات اليهود الذين يرفضون قيام دولة إسرائيل، فهذه قصة قديمة.

وسبق أن قابلوني في برنامج شهير في التلفزيون البريطاني في الساعة السابعة مساء، وطرح علي ما قال إنها أسباب رفضي للدخول إلى بريطانيا، وهي: إباحتي للعمليات «الاستشهادية» في فلسطين، وتؤيد فلسطين بقوة وحماس والجهاد وحزب الله، وتقف ضد إسرائيل، والشيء الآخر، إنك ضد الشواذ، والموقف العدواني منهم، وهم من يطلقون عليهم «المثليين» لكي يخففوا جريمتهم، والأمر الثالث، أنك تجيز ضرب المرأة.

طبعا أنا شرحت للبرنامج، قضية العمليات الاستشهادية وإنني أجيزها في حدود فلسطين، لسبب معين أن الفلسطينيين لا يملكون ما تملكه إسرائيل، لأن الأخيرة لها ترسانة نووية وأسلحة دمار شامل، والفلسطينيون يدافعون عن أنفسهم، الإنسان لا يملك إلا نفسه، يقنبل نفسه، ويجعل من نفسه قنبلة بشرية ليقف ضد أعدائه الذين يضربونه في أرضه وفي داره بين أهله وأولاده، ويحرقون مزارعه، ويقتلعون أشجاره، فربنا أعطاه ما لا يملك اليهود. هؤلاء لا يملكون أن يضحوا بأنفسهم على خلاف الفلسطينيين.

أما قضية الشواذ، فشرحت أنني لست وحدي الذي يقف ضد الشواذ، فهؤلاء يقف ضدهم حاخامات اليهود وآباء النصارى، وعلماء الإسلام، كل هؤلاء، لأن الأديان كلها التوراة والإنجيل والقرآن واليهودية والمسيحية والإسلام تقف ضد هذه الجريمة، ولو أن البشرية قبلت هذه الرذيلة وإباحتها، ستنتهي البشرية بعد جيل أو جيلين، إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، معناه لم يعد هناك إنجاب ولا نسل، وتنتهي البشرية.

وفيما يتعلق بمسألة ضرب المرأة، قلت لست أنا من أجازها فالقرآن هو الذي أجازها، وليس ضرب المرأة هو أن يحمل الرجل سوطا أو كرباج أو خشبا أو يكسر رأسها، فالعملية رمزية، مثل لولا القصاص يوم القيامة لأوجعتك بهذا السواك. فالضرب أمر غير محبب، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يضرب امرأة قط، وقال «لا تجدون خياركم يضربون نساءهم».







ـ