مشاهدة النسخة كاملة : مفاتيح لحل الخلاف بين الزوجين



محبة الجماعة
08-05-2008, 13:36
انتظرَت زمانا فارس أحلامها الذي سيأخذها فوق حصانه إلى عالم السعادة والمتعة والمحبة، فارسا أجمل من كل جميل، وأطيب من كل خلق الله، بشوشا، محبا، كريما، عطوفا، مخلصا، صبورا... بل وكانت على موعد مع كل صفة أحبتها في فارس أحلامها.
هو الآخر جد واجتهد، وبنى العش وزين وأثث، وجلس يفكر بفتاة أحلامه، من ستدخل هذا العش فتجعله جنة وتملؤه طمأنينة وسكينة، وتطرد عنه الوحشة والغربة، تأتي ومعها الأنس والمحبة... لكن... بعد فترة من العيش تحت سقف واحد، ارتطمت الأحلام بصخرة الواقع، فماذا كان؟
لم تكن الحياة سهلة هينة، لم تكن وردة دون أشواك، لم تكن صيفا دون سحاب...، طباع مختلفة، آراء متعارضة، مشاكل من الداخل ومن المحيط فما العمل؟


1- سنة الله في الخلق

اقتضت سنة الله في الخلق أن يكون الخلاف والاختلاف والتدافع قاعدة أساسية في عمارة الأرض، وليست الأسرة أو بيت الزوجية قاعدة استثنائية من هذا التدافع، إلا أن تعاملنا وفهمنا له والأسس التي نعتمدها خلاله هي ما يجعل منه تدافع رحمة وبناء، أو معول هدم والعياذ بالله...



2- أول العلاج

كثر هم من يتصورون نجاح الحياة الزوجية رهينا بخلو الحياة من الخلاف والاختلاف. فإذا ما حدث هذا، ووقعت الكارثة، ضاق الصدر وأظلمت الدنيا.
إن أول ما ينبغي فهمه عند ارتباط زوجين، خصوصا إن اختلفت خصائص بيئة أحدهما عن الآخر، هو أن الاختلاف طبيعي، فإذا كان الاستعداد النفسي لتقبله بداية، هان الأمر ونزل منزل الرحمة من القلب والعقل ومن ثم أمكن التعامل معه باتزان وتعقل.



3- أسس وقواعد الخلاف




* الاحترام المتبادل

على الزوجين أن يلزما أنفسهما بهذه القاعدة في التعامل في كل الأحوال، بل إن حالة الخلاف، حيث النفوس مضطربة والأجواء غير طبيعية، أدعى للحفاظ على التأدب والاحترام وضبط النفس.
فاحترام كل طرف للآخر بعدم استعمال العبارات الجارحة والإشارات القادحة والنظرات الساخطة من شأنه أن يعين على إطفاء نار الغضب والتي غالبا ما تزيد اشتعالا بتجاوز الحدود في التعامل والألفاظ ، حتى إننا في كثير من الأحيان نجد أن أصل المشكل تافه وهين، وما يزيد الأمر تعقيدا إلا ما يقال وما يفعل أثناء الخلاف وليس أصل الخلاف، ورحم الله الشاعر حيث قال:
جراحات السنان لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان



* الحوار

ثاني القواعد والأسس والتي علينا الالتزام بها أثناء الخلاف هي الحوار مع الطرف الآخر، تحت شعار رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب، وأول آداب الحوار الاستماع،لا بد أن أصغي باهتمام كامل وإرادة حقيقية لفهم الآخر، وليس من علياء أنانيتي التي تفرض على الآخر الخضوع لإرادتي ،لأنه حتى وإن حدث هذا الخضوع ولم يكن هناك تفاهم حقيقي، فاعلم أخي واعلمي أختي أن نارا تحت رماد لم تنطفيء وهي على استعداد لأن تشتعل في كل حين ولأتفه الأسباب.



*عدم إفشاء أسرار البيت

أسرار البيت أمر من خصوصية الخصوصيات، وعلى الزوج والزوجة الالتزام بالحفاظ عليها مهما كان، وبذل الجهد والمحاولة تلو الأخرى لإطفاء نار الغضب دون أي تدخل خارجي حتى من أقرب الأقربين، إلا في الحالات القصوى والتي أمر فيها الله سبحانه وتعالى بحكم من أهله وحكم من أهلها "و إن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا" النساء، الآية 35.



4- الوقاية خير من العلاج

إن الحياة الزوجية ليست معصومة من الخلاف بالضرورة، وليس مطلوبا أن تكون كذلك، كما أن هذا الخلاف ليس مستعصي العلاج في معظم الأحوال، والوقاية منه ابتداء أولى من علاجه بعد وقوعه. وهذه بعض الأمور المعينة على هذه الوقاية:



* رعاية حقوق الصحبة

إن للعشرة الزوجية آدابا ولها حقوقا وعليها واجبات، فكلما أحسنا آداب العشرة وألزمنا أنفسنا بواجباتها قبل السؤال عن حقوقها، كانت هذه العشرة مودة وسكنا، وضاقت مجالات الخلاف حتى تكاد تختفي ...


* التسامح وغض الطرف

لا يخلو إنسان من العيوب والأخطاء الصغيرة، والتذكير بها كل مرة ولو بكلمة عتاب ليس من المعاشرة بالمعروف، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصية من أعظم الوصايا العملية في الحياة الزوجية: " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" رواه مسلم - يفرك: يبغض – والحديث موجه للمرأة والرجل على السواء، وهكذا تدعو الوصية كل من الزوجين إلى تقدير الجوانب الإيجابية الطيبة في صاحبه، عساها تغطي وتخفي الجوانب السلبية لئلا تسيطر هذه الأخيرة على القلوب فتملأها بغضا وكراهية.


* كيف نحتوي الخلاف

إن الوعي المبكر بأعراض الخلاف من شأنه أن يختصر الطريق ويقطعها على الشيطان وأعوانه، فأحيانا كثيرة لا يلزم لتجاوز الأمر إلا اعتذار أو كلمة طيبة أو اعتراف بجميل، إلى غير ذلك من الحركات اللطيفة والتي من شأنها أن تغسل ما بالقلوب من قلق واعتراض. لكن عدم الاهتمام بالطرف الآخر والأنانية والاستعلاء تحرمان كلا الزوجين من المودة والسكن، وتجعل من خلاف كان متجاوزا بأبسط الحركات، خلافا مستعصيا تتكدر فيه المشاعر وتترك أثره في القلوب.

ختاما لا بد أن يتذكر كل من الزوجين أن الخيرية عند الله تعالى لمن صبر واحتسب عمله وصبره لله ، لمن أدى الحقوق كاملة وزاد عليها بإحسان، لمن بادر صاحبه بالكلام والسلام والمحبة كلما احتاج المقام، فسارعوا وسابقوا أيها الأزواج المحبون إلى مغفرة من الله وجنة عرضها السماوات والأرض.

abdelkader
10-05-2008, 23:46
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله كل خير أختي الفاضلة على الموضوع القيم

مزيدا من العطاء والتألق

krit01
11-05-2008, 15:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اختي على الموضوع القيم

محبة الجماعة
27-05-2008, 18:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وانتم من اهل الجزاء والاحسان
اشكرك اخي عبد القادر واخي krit01 سرني مروركما الطيب

قابض على الجمر
28-05-2008, 14:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكرمك الله أختي

اسماء
28-05-2008, 16:21
جزاك الله خيرا اختي

محبة الجماعة
28-05-2008, 17:15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وانت من اهل الكرم اخي الفاضل قابض على الجمر

وفيك بارك الله اختي الغالية اسماء

عابرة سبيل
02-06-2008, 13:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم

محبة الجماعة
20-01-2010, 19:23
وانتي من اهل الجزاء اختي ايمان

hasnaa
20-01-2010, 21:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بوركت يمينك اختاه موضوع قيم

محبة الجماعة
22-01-2010, 11:42
وانتي من اهل البركة اختي الكريمة