مشاهدة النسخة كاملة : الذكرى الـ60 لاغتصاب فلسطين



إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:12
اللاجئون الفلسطينيون المشردون يستعدون لإحياء الذكرى الستين لنكبتهم

حق العودة حق مقدس تتوارثه الجيال لا احد يملك التنازل عنه "الصورة من مهرجان العوده بغزة"

يستعد اللاجئون الفلسطينيون المشردون عن أراضيهم التي احتلها قسراً الاحتلال الصهيوني، لإحياء الذكرى الستين للنكبة، التي لا زالت فصولها ترتسم حية في ذاكرة الأجيال الفلسطينية، مهما ابتعدت بهم مسافات الزمان والمكان.

وفي هذه المناسبة الأليمة تواصل الفعاليات والمراكز والمؤسسات والجمعيات والمواطنون الفلسطينيون إحياء هذه النكبة، في فعاليات لهم في كافة أنحاء الكرة الأرضية، سواء كانوا في قطاع غزة أو في الضفة الغربية المحتلة أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م، أو في الدول العربية المجاورة أو في الدول الأجنبية.

ولعل من أبرز تلك الاستعدادات وتكريساً للتمسك بحق العودة، فقد خلص فلسطينيو أوروبا في مؤتمرهم السادس المنعقد في كوبنهاغن، الذي حضره ما يقارب عشرة آلاف مشارك يتوزّعون على وفود جاءته من شتى أرجاء القارة الأوروبية، وبحضور شخصيات وقيادات فلسطينية بارزة وفاعلة من فلسطين وخارجها؛ إلى مقرّرات حرّروها في البيان الختامي للمؤتمر الذي أطلقوا عليه اسم "وثيقة الستينية".

وقد جاءت "وثيقة الستينية" في ديباجة، وخمسة عشر بنداً، وخاتمة؛ لتعبِّر عن التصوّرات الكبرى لفلسطينيي أوروبا ومواقفهم، في الذكرى السنوية الستين لنكبة الشعب الفلسطيني، "وبكل ما تستدعيه هذه الذكرى من آلام عاشها الشعب الفلسطيني عبر تلك الكارثة التي جرى إيقاعها عليه، وبكلِّ ما جرّته عليه النكبة من محن متلاحقة ومآسٍ متواصلة"، وفق ما جاء في الديباجة.

وأكد المجتمعون في تلك الستينية رفضهم لكل المحاولات الرامية إلى المساس بهذا الحق، أو تجاوزه، أو المساومة عليه، ومشددين على أنهم لن يتنازلوا عن حق العودة ولم يخوِّلوا أحداً للتنازل عنه، مطالبين في الوقت ذاته المجتمع الدولي "بالمسارعة إلى تفعيل حق العودة، بتمكين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا من العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها قسراً، مع التعويض إلى جانب ذلك عن كافة الخسائر والأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بهم وبأجيالهم جراء ذلك التهجير وطوال سنوات اللجوء والشتات وما تخللها من معاناة مركّبة وأضرار جسيمة".

متمسكون بحق العودة

أما اللاجئون في قطاع غزة المحاصر وفي الضفة الغربية المحتلة فيجمعون هم الآخرون على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وأجيالهم على التمسك بحق العودة إلى أراضيهم التي شردوا منها، ويقول اللاجئ يونس عرمان الذي تجاوز العقد الخامس من عمره، "أولادي وأحفادي لا يؤمنون إلا بالعودة إلى أرضنا التي اغتصبت عام 1948م على يد عصابات الإجرام الصهيونية، ومهما توالت الكوارث والنكبات والمجازر فلن نفرط بهذا الحق، وكل ما يتردد عن حلول مرفوض وسنقاومه بكل السبل".

وعلى الرغم من صغر سنهم وحداثة أعمارهم إلا أن التلاميذ في مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية (ب) يصرون على التمسك بحق عودتهم إلى أراضي الآباء والأجداد، حيث يقول التلميذ طه غنيم (12 عاماً)، وهو يربط عصبة سوداء على جبينه وعليها كلمة "وادي حنين"، وهي بلدته الأصلية، يقول: "لن يفلح العدو الصهيوني من سلب حلقي مدى الحياة، نعم إنه سرق البسمة من وجه أبي وجدي يوم أن كانوا هناك، ولكني سأسير وسأناضل حتى أستعيد حقي وحق أهلي في بلدتنا "وادي حنين" التي هجر منها والدي وأجدادي رغم أنوفهم على يد عصابات الإجرام الصهيونية.

وتنظم مدارس الابتدائية والإعدادية الإذاعات المدرسة والنشاطات الطلابية الأخرى كالمعارض والندوات والحصص والحفلات، من أجل تذكير تلك الأجيال بالنكبة المشئومة التي كانت بطلتها عصابات الإجرام الصهيونية.
الاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية

وتعود الذاكرة إلى عام 1897م حيث أنه وبعد انعقاد مؤتمر بال في سويسرا قال ثيودور هرتزل – أحد غلاة الصهاينة –قولته المشهورة: الآن بعد انتهاء هذا المؤتمر أستطيع أن أقول: أن دولتنا ستقوم بعد خمسين سنة من الآن.

وكان له ما أراد، فبدعم وتحالف قوي الشر والطغيان والاستعمار، ونخص بالذكر الاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية، احتل الصهاينة أجزاء من فلسطين وأقاموا دولتهم المزعومة على الجزء المغتصب من فلسطين في العام 1948م بزعامة بن غوريون رئيس الوزراء الصهيوني في ذلك الوقت.

مجازر صهيونية وقتل للإرادة

وقد استعمل المجرمون الصهاينة في هذه النكبة شتى الطرق والأساليب من إرهاب وقتل جماعي وتشريد، وتهجير سكان البلاد الأصليين الشعب الفلسطيني، وإن مجزرة دير ياسين وقبية والسموع، خير دليل على إرهابهم وأساليبهم الوحشية، ولم يكتف الصهاينة بذلك بل إنهم عمدوا إلى تدمير قرى ومدن فلسطينية بأكملها، وما أكثرها ومحوها من الوجود وأقاموا عوضا عنها قراهم ومدنهم وسموها بأسماء مختلفة لا تمت بأية صلة للقرى والمدن المدمرة التي بلغت حوالي (468) قرية بل استمرت سياسة التدمير والتهجير بعد احتلال بقية الأراضي الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني عام 1967م، حيث دمر الاحتلال الصهيوني، عدد (11) قرية وموقع في الضفة الغربية ومحاولاً الاستمرار في هذا النهج التدميري والتهجيري لولا صمود الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه وتصديه للاحتلال دفاعاً عن الأرض والوطن.

ممارسات خسيسة لن تفلح في تغيير المعالم

يشار إلى أن عملية الإزالة الجماعية للقرى الفلسطينية والمواقع السكنية تعتبر من الأسرار المكتومة في الكيان الصهيوني، حيث أنه لا يوجد هناك أية نشرة أو كتيب أو كتاب يشير إلى هذه العملية من قريب أو بعيد، بل أن الخرائط الصهيونية تشير إلى بعض هذه المواقع على أنها آثار، كمحاولة منها للتغطية والتضليل عما حدث بعد عام 1948م، وإظهار وكأن "فلسطين أرض بلا شعب" عمرتها الحركة الصهيونية، بينما الواقع يؤكد أن ما أقيم من المستعمرات الصهيونية بني على أنقاض القرى والمدن الفلسطينية، التي قتل وشرد وطورد أهلها على يد عصابات الإجرام الصهيونية

إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:24
أكدوا وحدة الشعب وتشبّثوا بحق العودة وتناولوا مفاصل القضية

خلص فلسطينيو أوروبا في مؤتمرهم السادس المنعقد في كوبنهاغن، الذي حضره ما يقارب عشرة آلاف مشارك يتوزّعون على وفود جاءته من شتى أرجاء القارة الأوروبية، وبحضور شخصيات وقيادات فلسطينية بارزة وفاعلة من فلسطين وخارجها؛ إلى مقرّرات حرّروها في البيان الختامي للمؤتمر الذي أطلقوا عليه اسم "وثيقة الستينية".
وجاءت "وثيقة الستينية" في ديباجة، وخمسة عشر بنداً، وخاتمة؛ لتعبِّر عن التصوّرات الكبرى لفلسطينيي أوروبا ومواقفهم، في الذكرى السنوية الستين لنكبة الشعب الفلسطيني، "وبكل ما تستدعيه هذه الذكرى من آلام عاشها الشعب الفلسطيني عبر تلك الكارثة التي جرى إيقاعها عليه، وبكلِّ ما جرّته عليه النكبة من محن متلاحقة ومآسٍ متواصلة"، وفق ما جاء في الديباجة.

وأوضحت ديباجة الوثيقة أنّ هذه المقررات تأتي "تأسيساً على ما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا، التي انعقدت بحضور مؤسّساتهم وجمعيّاتهم واتحاداتهم وجماهيرهم في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وانطلاقاً من المداولات والمشاورات التي تخللتها أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس، الذي انعقد بنجاح كبير في كوبنهاغن، اليوم السبت، الثالث من أيار (مايو) 2008، والذي نظّمته الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والمنتدى الفلسطيني في الدانمرك، بالاشتراك مع المؤسسات الفلسطينية العاملة في الدانمرك وخارجها".
كما تتمثل هذه المقررات الشعار الذي رفعه مؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس، في الذكرى السنوية الستين للنكبة الفلسطينية: "ستون عاماً وللعودة أقرب"، حسب الإشارة الواردة في ديباجة الوثيقة.
جزء من الشعب ومعايشة للهم المشترك

وجاء في البند الأول من الوثيقة "يشدِّد الفلسطينيون في أنحاء القارة الأوروبية، على أنّهم جزء من الشعب الفلسطيني بعمقه التاريخيّ وإرثه الحضاريّ وبهويّته العربية والإسلامية، وعلى أنّ الشعب الفلسطيني في شتى مواقع انتشاره هو وحدةٌ واحدة، لا تنفصم عراها ولا تقبل التجزئة".
وتنصّ "وثيقة الستينية" في بندها الثاني على أنّ الفلسطينيين في أوروبا، يعلنون "استمرارَهم في التشبّث بهويّتهم الوطنية الفلسطينية، وخصوصيّتهم الثقافية، وأنهم يعايشون الهمّ الفلسطيني المشترك، وينافحون عن الحقوق الفلسطينية العادلة التي لا تقبل التفريط أو التجزئة، ولا المساومة أو الإرجاء".
لا تنازل عن حق العودة

وتتابع الوثيقة "يواصل الفلسطينيون في أوروبا، شأنهم شأن أبناء شعبهم جميعاً، التشديد على حقِّهم في العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها، مؤكدين رفضهم لكل المحاولات الرامية إلى المساس بهذا الحق، أو تجاوزه، أو المساومة عليه، ومشددين على أنهم لن يتنازلوا عن حق العودة ولم يخوِّلوا أحداً للتنازل عنه".
وطالب الفلسطينيون في أوروبا، المجتمع الدولي "بالمسارعة إلى تفعيل حق العودة، بتمكين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا من العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها قسراً، مع التعويض إلى جانب ذلك عن كافة الخسائر والأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بهم وبأجيالهم جراء ذلك التهجير وطوال سنوات اللجوء والشتات وما تخللها من معاناة مركّبة وأضرار جسيمة".

في ستينية النكبة

وبشأن حلول ستينية النكبة؛ تستهجن الوثيقة "بأقصى العبارات، الخطوات التي اتخذتها بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية في أوروبا، في التساوق مع الاحتفال بتأسيس دولة الاحتلال، رغم ما تعنيه هذه الاحتفالات من استخفاف جسيم بالنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني سنة 1948؛ وبكل ما تضمنته من مجازر جماعية وتطهير عرقي وطرد منهجي للسكان وتدمير لمئات القرى وتزوير لهوية الأرض الفلسطينية وتاريخها".
ولاحظ الفلسطينيون في أوروبا، "بإكبار واعتزاز، أنّ حلول الذكرى السنوية الستين للنكبة يأتي بينما يواصل الشعب الفلسطيني التمسّك بحقوقه الوطنية والتطلّع إلى تحقيق آماله المشروعة، رغم التضحيات الجسيمة والمتواصلة التي ما زال يتكبّدها هذا الشعب المصابر على هذا الدرب، وإنّ هذا الصمود وذاك الإصرار، إنما يعزِّز البشرى بقرب تمكّن الشعب الفلسطيني من حقوقه ونيل حريّته وتحقيق مطالبه المشروعة أسوة بشعوب العالم".

تضحيات الشعب .. وأوضاع القدس

وقال الفلسطينيون في أوروبا، في البيان الختامي الصادر عن مؤتمرهم إنهم يثمِّنون "باعتزاز كبير، صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة التي قدّمها عبر قرابة قرن من الزمن، من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين، دفاعاً عن وطنه ودياره ومقدّساته، وذوْداً عن حقوقه وحريّته وكرامته، وهو ما مكّن هذا الشعب الذي تمسّك بحقه المشروع في مقاومة الاحتلال؛ من العبور بقضيّته إلى آفاق تنفتح على عودته الكريمة وتقريره لمصيره، والخلاص من الاحتلال والسيادة على أرضه الفلسطينية".
وفي ما يتعلق بمدينة القدس جاء في الوثيقة "يحذِّر الفلسطينيون في أوروبا من خطورة التهديدات المتعاظمة التي تحدق بمدينة القدس الشريف، عاصمة فلسطين وقلبها النابض، جراء سياسات التهويد المنهجيّ، وتبعاً لمحاولات طمس هويتها والتعدي على معالمها التاريخية وخصوصيّتها الحضارية والثقافية، وينبِّهون إلى خطورة المساس بالمسجد الأقصى المبارك أو انتهاك حرمة المقدّسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية في المدينة

إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:25
أكدوا وحدة الشعب وتشبّثوا بحق العودة وتناولوا مفاصل القضية

خلص فلسطينيو أوروبا في مؤتمرهم السادس المنعقد في كوبنهاغن، الذي حضره ما يقارب عشرة آلاف مشارك يتوزّعون على وفود جاءته من شتى أرجاء القارة الأوروبية، وبحضور شخصيات وقيادات فلسطينية بارزة وفاعلة من فلسطين وخارجها؛ إلى مقرّرات حرّروها في البيان الختامي للمؤتمر الذي أطلقوا عليه اسم "وثيقة الستينية".
وجاءت "وثيقة الستينية" في ديباجة، وخمسة عشر بنداً، وخاتمة؛ لتعبِّر عن التصوّرات الكبرى لفلسطينيي أوروبا ومواقفهم، في الذكرى السنوية الستين لنكبة الشعب الفلسطيني، "وبكل ما تستدعيه هذه الذكرى من آلام عاشها الشعب الفلسطيني عبر تلك الكارثة التي جرى إيقاعها عليه، وبكلِّ ما جرّته عليه النكبة من محن متلاحقة ومآسٍ متواصلة"، وفق ما جاء في الديباجة.

وأوضحت ديباجة الوثيقة أنّ هذه المقررات تأتي "تأسيساً على ما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا، التي انعقدت بحضور مؤسّساتهم وجمعيّاتهم واتحاداتهم وجماهيرهم في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وانطلاقاً من المداولات والمشاورات التي تخللتها أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس، الذي انعقد بنجاح كبير في كوبنهاغن، اليوم السبت، الثالث من أيار (مايو) 2008، والذي نظّمته الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والمنتدى الفلسطيني في الدانمرك، بالاشتراك مع المؤسسات الفلسطينية العاملة في الدانمرك وخارجها".
كما تتمثل هذه المقررات الشعار الذي رفعه مؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس، في الذكرى السنوية الستين للنكبة الفلسطينية: "ستون عاماً وللعودة أقرب"، حسب الإشارة الواردة في ديباجة الوثيقة.
جزء من الشعب ومعايشة للهم المشترك

وجاء في البند الأول من الوثيقة "يشدِّد الفلسطينيون في أنحاء القارة الأوروبية، على أنّهم جزء من الشعب الفلسطيني بعمقه التاريخيّ وإرثه الحضاريّ وبهويّته العربية والإسلامية، وعلى أنّ الشعب الفلسطيني في شتى مواقع انتشاره هو وحدةٌ واحدة، لا تنفصم عراها ولا تقبل التجزئة".
وتنصّ "وثيقة الستينية" في بندها الثاني على أنّ الفلسطينيين في أوروبا، يعلنون "استمرارَهم في التشبّث بهويّتهم الوطنية الفلسطينية، وخصوصيّتهم الثقافية، وأنهم يعايشون الهمّ الفلسطيني المشترك، وينافحون عن الحقوق الفلسطينية العادلة التي لا تقبل التفريط أو التجزئة، ولا المساومة أو الإرجاء".
لا تنازل عن حق العودة

وتتابع الوثيقة "يواصل الفلسطينيون في أوروبا، شأنهم شأن أبناء شعبهم جميعاً، التشديد على حقِّهم في العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها، مؤكدين رفضهم لكل المحاولات الرامية إلى المساس بهذا الحق، أو تجاوزه، أو المساومة عليه، ومشددين على أنهم لن يتنازلوا عن حق العودة ولم يخوِّلوا أحداً للتنازل عنه".
وطالب الفلسطينيون في أوروبا، المجتمع الدولي "بالمسارعة إلى تفعيل حق العودة، بتمكين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا من العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها قسراً، مع التعويض إلى جانب ذلك عن كافة الخسائر والأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بهم وبأجيالهم جراء ذلك التهجير وطوال سنوات اللجوء والشتات وما تخللها من معاناة مركّبة وأضرار جسيمة".

في ستينية النكبة

وبشأن حلول ستينية النكبة؛ تستهجن الوثيقة "بأقصى العبارات، الخطوات التي اتخذتها بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية في أوروبا، في التساوق مع الاحتفال بتأسيس دولة الاحتلال، رغم ما تعنيه هذه الاحتفالات من استخفاف جسيم بالنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني سنة 1948؛ وبكل ما تضمنته من مجازر جماعية وتطهير عرقي وطرد منهجي للسكان وتدمير لمئات القرى وتزوير لهوية الأرض الفلسطينية وتاريخها".
ولاحظ الفلسطينيون في أوروبا، "بإكبار واعتزاز، أنّ حلول الذكرى السنوية الستين للنكبة يأتي بينما يواصل الشعب الفلسطيني التمسّك بحقوقه الوطنية والتطلّع إلى تحقيق آماله المشروعة، رغم التضحيات الجسيمة والمتواصلة التي ما زال يتكبّدها هذا الشعب المصابر على هذا الدرب، وإنّ هذا الصمود وذاك الإصرار، إنما يعزِّز البشرى بقرب تمكّن الشعب الفلسطيني من حقوقه ونيل حريّته وتحقيق مطالبه المشروعة أسوة بشعوب العالم".

تضحيات الشعب .. وأوضاع القدس

وقال الفلسطينيون في أوروبا، في البيان الختامي الصادر عن مؤتمرهم إنهم يثمِّنون "باعتزاز كبير، صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة التي قدّمها عبر قرابة قرن من الزمن، من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين، دفاعاً عن وطنه ودياره ومقدّساته، وذوْداً عن حقوقه وحريّته وكرامته، وهو ما مكّن هذا الشعب الذي تمسّك بحقه المشروع في مقاومة الاحتلال؛ من العبور بقضيّته إلى آفاق تنفتح على عودته الكريمة وتقريره لمصيره، والخلاص من الاحتلال والسيادة على أرضه الفلسطينية".
وفي ما يتعلق بمدينة القدس جاء في الوثيقة "يحذِّر الفلسطينيون في أوروبا من خطورة التهديدات المتعاظمة التي تحدق بمدينة القدس الشريف، عاصمة فلسطين وقلبها النابض، جراء سياسات التهويد المنهجيّ، وتبعاً لمحاولات طمس هويتها والتعدي على معالمها التاريخية وخصوصيّتها الحضارية والثقافية، وينبِّهون إلى خطورة المساس بالمسجد الأقصى المبارك أو انتهاك حرمة المقدّسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية في المدينة

إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:27
استمرار الحصار جريمة منهجية

وأفردت الوثيقة البند الرابع منها لمسألة الحصار المفروض على قطاع غزة، فجاء في نصِّها المطوّل "يجدِّد الفلسطينيون في أوروبا، إدانتهم الشديدة لنهج الحصار الجائر المفروض على أبناء شعبهم في قطاع غزة، ويعتبرون استمرار الحصار جريمةً منهجية، بكل المقاييس الإنسانية والأخلاقية، وتعبيراً فاضحاً عن حالة مهيمنة من غيبة الضمير تستمرئ قطع شرايين الحياة عن مليون ونصف مليون إنسان".

وأضافت الوثيقة في البند ذاته "يطالب الفلسطينيون في أوروبا بالرفع الفوري، بدون إبطاء أو تلكؤ، لهذا الحصار، ووقف العدوان المتواصل على مدن وقرى فلسطين من رفح حتى جنين، ونطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف أكثر حزماً لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، ويعتبرون وقف الحصار اختباراً جدِّياً للموقف الأوروبي من حقوق الإنسان، فضلاً عن مطالبتنا للعالم العربي والإسلامي بالوفاء بالتزاماته وفي مقدمته جمهورية مصر العربية بضرورة العمل باتجاه كسر الحصار وفتح معبر رفح".

الاحتلال وسياساته

وأكد الفلسطينيون في أوروبا "إدانتهم الشديدة للاحتلال الإسرائيلي ولسياساته المتفاقمة على الأرض، كالاستيطان المتعاظم، وإقامة جدار الفصل العنصري الذي يلتهم الأرض الفلسطينية، واستهداف الأراضي سواء منها المحتلة سنة 1948 أو سنة 1967 بالنهب والمصادرة، ومواصلة هدم البيوت بذرائع شتى، فضلاً عن إقامة مئات الحواجز وإغلاق المعابر وتقطيع أوصال التجمعات السكانية الفلسطينية".

تعبير "الدولة اليهودية" ومراميه

وتحذِّر "وثيقة الستينية"، من "المرامي الكامنة في التلويح المتزايد بتعبير "الدولة اليهودية"، مما يعني تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، خاصة وأنّ ذلك يجري في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بتصعيد الحملات العنصرية الرسمية بحق الفلسطينيين الذين يعيشون فوق الأرض المحتلة سنة 1948، ومحاولات المساس الدؤوبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم".

وبخصوص قضية الأسرى، جاء في البيان "يبعث الفلسطينيون في أوروبا، برسائل الإكبار والاعتزاز، إلى قرابة اثني عشر ألف أسير قابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يقاسون فيها صنوف التعذيب والبطش اليومي، ويلفت الفلسطينيون في الشتات الأوروبي أنظار كافة الأطراف إلى خطورة تجاهل هذه القضية بكل ما تنطوي عليه من مظالم جسيمة وانتهاكات بالغة، وهو ما يفرض التدخّل الدولي لإنهاء معاناة الأسرى وذويهم بدفع سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراحهم والكف عن الزجّ اليومي بالفلسطينيين في سجونها".

الوحدة في مواجهة الظروف القاهرة

وفي إشارة إلى الساحة الداخلية الفلسطينية وما طرأ عليها؛ أكد الفلسطينيون في أوروبا، أنّ "الوحدة الوطنية هي خيار الشعب الفلسطيني ومطلبه المتجدِّد، وأنها مرتكزة في مواجهة الظروف القاهرة المسلّطة عليه، وأنّ هذه الوحدة هي رصيد لهذا الشعب في مواجهة الاحتلال وحماية ثوابته الوطنية ورعاية مصالحه العليا، وأنّ الحوار الجاد هو الآلية الوحيدة التي ينبغي أن تسود البيت الفلسطيني في معالجة كل المسائل الداخلية المطروحة".

وبشأن مسألة التمثيل؛ أكدت الوثيقة على اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية "ممثلاً شرعياً للفلسطينيين على أساس إعادة تشكيلها على أسس ديمقراطية وانتخابات حرة بمشاركة كافة شرائح الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات". كما طالب الفلسطينيون في أوروبا "بتحقيق جاد لكشف ملابسات جريمة اغتيال الرئيس ياسر عرفات"، حسب ما جاء في البيان.
قضية جديرة بإسناد المدافعين عن العدالة

وقال الفلسطينيون في أوروبا، إنهم يذكِّرون بأنّ "قضية الشعب الفلسطيني، في العودة وتقرير المصير والتحرّر من الاحتلال؛ تبقى في الذكرى الستين للنكبة جديرةً بإسناد كل الواقفين في خانة العدالة، وكل المدافعين عن الحق، وكل المناصرين للإنسانية، ويعربون عن تثمين الشعب الفلسطيني لكافة المواقف التضامنية مع قضيّته في الساحة الأوروبية، واعتزازه بها، بكل ما تمثله من أهمية وتأثير".

وفي ختام وثيقتهم؛ بعث الفلسطينيون في أوروبا، بتحيّاتهم إلى أبناء شعبهم الفلسطيني في شتى مواقع الانتشار، داخل الوطن وخارجه، مؤكدين "لهم جميعاً، وللعالم بأسره أنّ الشعب الفلسطيني بإرادته العملاقة وعزيمته الشامخة؛ قد أصبح بجدارة في ستينية النكبة؛ للعودة أقرب"، حسب نص الوثيقة.

إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:29
ممثل "حماس" في طهران

الدكتور أبو أسامة عبد المعطي يتحدث عن ستينية النكبة ومسؤولية بريطانيا

أكد الدكتور أبو أسامة عبد المعطي، ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في طهران، في الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية، أنه "لو أنّ أي شعب آخر تعرض لما تعرض له شعبنا لزال واندثر".

وأعاد الدكتور عبد المعطي إلى الأذهان مسؤولية الجانب البريطاني عن النكبة الفلسطينية، وقال في حوار أجراه معه مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، أنّ "بريطانيا تتحمل المسؤولية الكبری عن نكبة الشعب الفلسطيني من كافة النواحي السياسية والأخلاقية والقانونية".

وبشأن الادعاءات المناهضة للحقوق الفلسطينية والتي يتحدث بعضها مثلاً عن بيع فلسطينيين لأراضيهم، قال ممثل "حماس" في طهران إنّ "أكذوبة بيع الفلسطينيين لأراضيهم هي إدعاء سخيف وحقير روجته الآلة الإعلامية الصهيونية".

وعن ما آل إليه المشروع الوطني الفلسطيني جراء مسارات التسوية السياسية قال الدكتور عبد المعطي "الذي حدث بعد (اتفاق) أوسلو أنّ المشروع الوطني الفلسطيني قد تقزّم وتراجع في كل أبعاده من ناحية الهدف والوسائل والقيادة والهياكل المنفذة لهذا المشروع، والمتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها".

وبشأن موقف "حماس" من هذا المشروع أضاف "نحن في حماس اليوم وبالتعاون مع كل الفصائل الوطنية المخلصة والشرفاء داخل حركة فتح؛ سنعمل بإذن الله علی تحقيق أماني وطموحات شعبنا الفلسطيني وإنجازها".

إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:31
النكبة .. مأساة كبرى

ـ بداية ماذا تعني النكبة وإغتصاب فلسطين بالنسبة لكم؟

الدكتور أبو أسامة عبد المعطي: إنّ اغتصاب فلسطين أو ما عُرف باسم النكبة، هي تلك المأساة الكبری التي حلّت بالشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي كان يعيش آمناً مستقراً حراً في وطنه، وفجأة وفي لحظة تاريخية عنيفة (15/5/1948) وجد نفسه يتعرّض لحرب إبادة وتدمير للمدن والقری واغتصاب للأرض والمقدسات والتشريد للشعب، ليصبح مشهد هذه المأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني اليوم أنّ هناك عشرة ملايين فلسطيني، إما يعيشون تحت الاحتلال بشكل مباشر داخل فلسطين أو لاجئين مشرّدين خارجها في عشرات المخيمات، مع معاناة شديدة في حياتهم ولقمة عيشهم وإرتحالهم وتنقلهم عبر المعابر والمطارات.
لم تمرّ هذه المأساة الشاملة التي حلّت بشعبنا عبر التاريخ بأي شعب من الشعوب، ولو أنّ أي شعب آخر تعرّض لما تعرّض له شعبنا لزال واندثر، ولكن بحمد الله بعد ستين عاماً من النكبة مازال هذا الشعب صابراً ومصابراً ومقاوماً ومجاهداً، ومورثا للأجيال كل هذه المعاني والصور، وعازماً علی العودة وتحرير الأرض والمقدسات.

بريطانيا .. وصناعة النكبة

ـ ما علاقة الانتداب البريطاني بالنكبة، خاصة وأنّ بعض المحللين يعتبرون هذا الانتداب السبب الرئيس لها، فما هو تعليقك علی ذلك؟

عبد المعطي: لاشك أنّ بريطانيا تتحمل المسؤولية الكبری عن نكبة الشعب الفلسطيني من كافة النواحي السياسية والأخلاقية والقانونية. فبريطانيا هي التي أصدرت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من سنة 1917 "وعد بلفور"، والذي ينصّ علی أنّ "حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف الی إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين". وبريطانيا هي التي احتلت فلسطين والقدس في كانون الأول (ديسمبر) 1917 وهي التي مكّنت للصهاينة في فلسطين من خلال استقدام مئات الآلاف من المهاجرين اليهود إليها، ومن خلال دعم العصابات الصهيونية المتمثلة في "هاغاناه" و"اشتيرن" و"آرغون" وغيرها بالمال والسلاح، ومن خلال طلبها من عصبة الأمم الموافقة علی صكّ الانتداب لتنفيذ وعد بلفور، وكذلك من خلال ملاحقتها وقمعها للشعب الفلسطيني ومنعه من امتلاك السلاح لمقاومة العصابات الصهيونية والقوات البريطانية الداعمة لهذه العصابات. وأخيراً كان الإنسحاب البريطاني من فلسطين مفاجئاً بالنسبة للعرب، حيث أنهت بريطانيا انتدابها في 14 أيار (مايو) 1948، وانسحبت ولم تعط للفلسطينيين أية فرصة حتی آخر لحظة لأن يتملكوا أي مقومات الدفاع عن أنفسهم، بينما كانت قد انسحبت من المناطق اليهودية قبل ستة شهور تاركة للصهاينة الكثير من السلاح والعتاد ومعسكرات الجيش البريطاني المجهزة وأهمها خط تحصينات "أيدن" في شمال شرق البلاد الذي كان مجهزا لصد أي هجوم ألماني أثناء الحرب العالمية الثانية. وبالتالي بريطانيا تتحمّل المسؤولية الكاملة سياسياً وتاريخياً وأخلاقياً وقانونياً عن المحرقة الحقيقية والنكبة الشاملة التي حلت بالشعب الفلسطيني ومازلنا نعيشها حتی اليوم.

بريطانيا والاستمرارية

ـ وهل غيّرت بريطانيا سياساتها تجاه الشعب الفلسطيني؟

عبد المعطي: عملت بريطانيا منذ أن خرجت من فلسطين علی أن تسلِّم الأمريكيين المسؤولية الأكبر في دعم وحماية الكيان الصهيوني، باعتباره كياناً استعمارياً عدوانياً استيطانياً، الهدف منه في المقام الأول حماية المصالح الغربية في المنطقة، ومنع بروز أي مشروع نهضوي عربي أو إسلامي يهدِّد هذه المصالح. وبالتالي لم تكفِّر بريطانيا عن جريمتها بحق الشعب الفلسطيني حتی هذه اللحظة، وذلك من خلال استمرار الدعم للكيان الصهيوني، ومن خلال استمرار سيرها في الفلك الأمريكي وارتكابها المزيد من الأخطاء الاستعمارية العدوانية في العراق وأفغانستان، ومن خلال الاستمرار في تنكرها لحقوق شعبنا الفلسطيني وصمتها عن كل هذا الظلم الذي حلّ ويحلّ به.

إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:32
ادعاءات للتغطية على النكبة

ـ هناك من يتحدّث عن ادعاءات كبيع فلسطينيين لأراضيهم كسبب رئيس وراء احتلال اليهود لفلسطين، كيف ترد علی هذا الادعاء؟

عبد المعطي: قصة أكذوبة بيع الفلسطينيين لأراضيهم هي ادعاء سخيف وحقير روّجته الآلة الإعلامية الصهيونية، وتلقفها بعض المرضی وأنصاف المثقفين في العالم العربي والإسلامي، والهدف من هذه الأكاذيب هو: أولاً؛ تهرّب الصهاينة من المحرقة التي أشعلوها بالشعب الفلسطيني، وثانياً؛ منع تعاطف الشعوب العربية والإسلامية مع القضية والشعب الفلسطيني. وهذا الادعاء مخالف لكل الحقائق والوقائع التاريخية التي أثبتتها المصادر الصهيونية والبريطانية نفسها.

هذه المصادر هي التي نشرت أنّ اليهود قبل عام 1917 لم يكونوا يملكون من فلسطين سوى واحد في المائة من أراضيها. ومن عام 1917 حتی عام 1948 (فترة الانتداب البريطاني) ارتفعت هذه النسبة لتصل الی 6.6 في المائة من مجموع مساحة فلسطين حصل اليهود علی معظمها من خلال دعم الاحتلال البريطاني لهم ومن خلال بيع عائلات (إقطاعية) غير فلسطينية لأراضٍ كانت تمتلكها وبالتالي حافظ الشعب الفلسطيني حتی قيام الكيان الصهيوني في 15 أيار (مايو) 1948 علی 94.4 في المائة من مساحة فلسطين. ومن ثم بدأت النكبة تتسع من خلال المجازر والدمار الذي حلّ بالشعب الفلسطيني أثناء حرب 1948 وبعدها، حيث دمّرت العصابات الصهيونية مئات القری والمدن الفلسطينية، وشرّدت منها أهلها واغتصبت أراضيهم بالقوة المسلّحة، ليسيطر الكيان الصهيوني في حرب 1948 علی 78 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، بعد أن فشلت سبعة جيوش عربية في القضاء علی هذه العصابات نتيجة خيانة قيادتها آنذاك، حيث كان يقف علی رأس قيادة هذه الجيوش العربية جنرال إنجليزي يدعی غلوب باشا. ثم سيطر الكيان الصهيوني علی مسأحة 22 في المائة الباقية في حرب عام 1967 والمتمثلة في الضفة الغربية والقدس، التي كانت جزءاً من المملكة الأردنية، وقطاع غزة الذي كان يتبع للإدارة المصرية.

وهكذا ضاعت فلسطين والقدس بالعدوان والإرهاب البريطاني الغربي الصهيوني والتواطؤ الدولي من قبل عصبة الأمم، والخذلان من قبل قيادات وزعامات الدول العربية.

دور الشعوب العربية والإسلامية زمن النكبة

ـ تحدثتَ عن العدوان الصهيوني والتواطؤ الدولي ودور بعض القادة العرب، ولكن ماذا عن دور الشعوب العربية والإسلامية أثناء احتلال فلسطين لمواجهة الصهاينة؟

عبد المعطي: الشعوب العربية والإسلامية عامة والحركة الإسلامية خاصة كانت مسكونة بحب فلسطين والقدس، وتغلي وتتلهف للتطوع للقتال في فلسطين ومساندة شعبها. حيث فُتحت المعسكرات في الكثير من الدول العربية لهؤلاء المتطوعين، وكانت علی رأسهم جماعة الإخوان المسلمين بقيادة الإمام الشهيد حسن البنّا يرحمه الله، الذي أرسل آلاف الإخوان من مصر وسورية والاردن والعراق وغيرها إلی فلسطين للقتال الی جانب شعبنا ومساندته. ومازال كبار السنّ من الفلسطينيين يذكرون بالفخر والحب والاعتزاز هؤلاء الأبطال الذين أبلوا بلاء حسناً وخاضوا معارك بطولية ضد العصابات الصهيونية، ولكنّ المؤامرة كانت أكبر منهم، حيث اغتيل الإمام الشهيد حسن البنا، وحُلّت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، واعتقلوا قادتها من قبل سلطات الملك فاروق آنذاك. لقد كان الإخوان في الجبهات داخل فلسطين يقومون بواجبهم في مواجهة وقتال العصابات الصهيونية، ومن ثم أعيد الآلاف منهم بالقوة الی السجون المصرية. كل ذلك حتی تكتمل المؤامرة علی فلسطين وبما يمهِّد لقيام دولة الكيان الصهيوني تنفيذاً لإرادة بريطانيا والغرب، علماً بأنّ الدول الغربية كانت مستعمرة لمصر والأردن وسورية والعراق وغيرها من البلاد العربية.

المشروع الوطني الفلسطيني

ـ بعد ستين سنة علی النكبة واغتصاب فلسطين؛ أين يقف المشروع الوطني الفلسطيني اليوم؟

عبد المعطي: بداية لابد من الحديث عن مفهومنا لطبيعة المشروع الوطني الفلسطيني، وهل المجموع الفلسطيني اليوم يتفق علی طبيعته وشكله ومضمونه وملامحه وأهدافه ووسائله وقيادته وآليات تنفيذه. أقول إنه قبل اتفاق أوسلو كان هناك توافق فلسطيني كبير عندما كان المشروع الوطني يعني تحرير فلسطين التاريخية وإقامة الدولة الفلسطينية علی كامل التراب الوطني الفلسطيني، وإعتبار ذلك هدفاً تسعی له منظمة التحرير الفلسطينية، وإعتبار المقاومة والكفاح المسلح الوسيلة الأساسية للوصول إلی هذا الهدف, ولكنّ الذي حدث بعد أوسلو أنّ المشروع الوطني الفلسطيني قد تقزّم وتراجع في كل أبعاده من ناحية الهدف والوسائل والقيادة والهياكل المنفذة لهذا المشروع، والمتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها. فالهدف تقزّم ليصبح إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 مع الاعتراف للكيان الصهيوني بحقه في دولة علی مساحة 78 في المائة من فلسطين التاريخية مع التخلي عن حق العودة. والوسائل للوصول الی هذا الهدف المقزم أصبحت محصورة في المفاوضات السلمية باعتبار أنّ السلام هو الخيار الاستراتيجي للذين قزّموا المشروع الوطني الفلسطيني. ومنذ نشأتها والسلطة الفلسطينية أصبح هدفها الأول نزع سلاح المقاومة وملاحقة المجاهدين.

وأما من حيث الجهة المنفذة لهذا المشروع، وهي منظمة التحرير الفلسطينية، فقد فُرِّغت من مضمونها الوطني، وجُمدت هياكلها وآلياتها، وأصبحت ميزانيتها بنداً في مصروفات السلطة الفلسطينية. ولم يعد لهذه المنظمة من الوجود سوی اسمها.

وبالتالي نحن نعتبر أنّ فريق التسوية هو الذي دمّر المشروع الوطني الفلسطيني، وعلی هذا الفريق أن يتنحّی جانباً ليسمح لقوی المقاومة والصمود ولكافة الفصائل والشرفاء الذين مازالوا يصرّون علی التمسك بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني وبالمشروع الوطني الفلسطيني القائم علی أساس هذه الثوابت والحقوق؛ أن يسمح (فريق التسوية) لهم بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بما يكفل قيامها بالوصول بالشعب الفلسطيني لتحقيق مشروعه الوطني بالتحرير الكامل ولو مرحلياً، ولكن دون الاعتراف بالكيان الصهيوني تحت أي ظرف من الظروف وفي أية مرحلة من المراحل، وبالعودة الكاملة لكافة اللاجئين الی ديارهم وممتلكاتهم وبالجهاد والمقاومة كحق وثقافة وممارسة، وبإعادة القضية الفلسطينية إلی عمقها العربي والإسلامي كداعم أساسي ومساند للقيادة الفلسطينية الجديدة التي ستعمل علی تحقيق هذا المشروع. ونحن في "حماس" اليوم وبالتعاون مع كل الفصائل الوطنية المخلصة والشرفاء داخل حركة "فتح"؛ سنعمل بإذن الله علی تحقيق أماني وطموحات شعبنا الفلسطيني وإنجازها.

إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:35
في ذكرى النكبة آلام وآمال

مجدي داود

ستون عاما مرت على مأساتنا ومأساة إخواننا في فلسطين , ستون عاما مرت على اغتصاب الأرض الطاهرة أرض فلسطين , ستون عاما مرت طغى فيها بنو القردة والخنازير , فقتلوا الرجال وذبحوا الأطفال وانتهكوا حرمات النساء وانتهكوا حرمات الله , ارتكبوا فيها المجازر والمذابح وأشعلوا فيها المحارق وأمتنا غافلة , نائمة تغط في سبات عميق , لا لها عين تبصر , ولا أذن تسمع , ولا عقل يفكر , ولا قلب ينبض , كأنها حجر لا يتحرك , ستون عاما على تأسيس دولة الإرهاب والإجرام الصهيوني , في كل يوم تسيل فيه دماء مسلمة على أرض فلسطين منذ ستين عاما , فيا لها من مصيبة ويا لها من كارثة .

هذه هي مأساتنا وقضيتنا الكبرى , قضية فلسطين والأقصى والقدس واللاجئين , قضية الكرامة والعزة , قضية الأرض والدين والعقيدة , منذ ستين عاما وكرامتنا مهانة وعزتنا مسلوبة وهيبتنا ضائعة , لأن القدس هي رمز عزتنا فإن كانت القدس عزيزة فأمتنا ستكون عزيزة وإن كانت القدس أسيرة فأمتنا هي أيضا أسيرة , وهذا ثابت على مر التاريخ منذ أن فتح الله على المسلمين بيت المقدس في عهد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه .

بعد ستين عاما ننظر إلى شعبنا الفلسطيني فنجده مبعثرا في بقاع الأرض في لبنان وسوريا والعراق والأردن ودول أوروبا وكندا وأمريكا , بينما الجبناء من أحفاد القردة والخنازير أتوا من بلاد الله الواسعة ليعيشوا في فلسطين وليجعلوها موطنا لهم , وليمنعوا عودة أصحاب الأرض إلى أرضهم .

إننا نتألم حينما نرى أناسا ينتسبون إلى فلسطين ويسمون بالقادة والزعماء يرتمون في أحضان الصهاينة ونجدهم يتبادلون معهم القبلات الحارة أمام وسائل الإعلام ويتآمرون على شعبهم وأهلهم من أجل إرضاء أذل أمم الأرض , وبينما هم كذلك يرفضون أن يجلسوا مع إخوانهم بني جلدتهم ليتحاوروا .

نتألم حينما نجد أبناء السلطة الفلسطينية يوجهون فوهات بنادقهم أمريكية الصنع إلى أبناء حماس وأبناء المقاومة بأوامر من بوش ورايس وأولمرت , وحينما يقوم المجرمون باقتحام المدن الواقعة تحت سيطرتهم يدخلون جحورهم كالفئران ولا نسمع لهم صوتا .

نتألم حينما نجد الدول العربية والإسلامية تسير في الركب الصهيوأمريكى يحاصرون إخوانهم ويمنعون عنهم الطعام والدواء والكهرباء والوقود ثم يصدرونه إلى العدو الصهيوني برخيص الثمن , ثم بعد ذلك يتهمونهم بالخيانة والعمالة والتطرف والإرهاب .

إننا بعد ستين عاما من جريمة اغتصاب أرض فلسطين على أيدي عصابات بني صهيون الجبناء ننظر إلى فلسطين التي نعرفها من النهر إلى البحر , كاملة غير منقوصة , وكلنا أمل في نعيش حتى نرى ذلك اليوم الذي تصبح فيه القدس حرة عزيزة شامخة أبية , وكلنا أمل أن يكتب الله لنا أن نسجد له على أرضها الطاهرة الشريفة ونحمد سبحانه على نعمه الكثيرة وأن نقبل هذه الأرض لتعلم أننا ما نسيناها يوما وأنها دائما في قلوبنا وعقولنا , كلنا أمل أن نكون ممن يحملون السلاح لطرد الغاصبين المحتلين .

كلنا أمل في أن تنهض حركات المقاومة من جديد خاصة حركتي حماس والجهاد اللتين قدمتا خيرة رجالهما وقادتهما فداء لدين لله ولهذه الأرض المباركة , وكلنا أمل في أن يفيق شعبنا الفلسطيني الذي قدم كل ما يملك فداء لدين الله ولأرضه , نأمل أن يفيق هذا الشعب من غفلته ويعرف أنه لا سلام مع دعاة الحرب والإجرام الصهيوني , نأمل أن يتيقن هذا الشعب أن السلام هذا ليس إلا ألعوبة من ألاعيب الصهاينة وخدعة من خدعهم لتفريق الصف وتشتيت القوى , نأمل من هذا الشعب أن يقف وقفة من أجل مصلحته من أجل مستقبله وكرامته , من أجل أبنائهم وأحفادهم , نأمل منهم أن ينبذوا هذه الشرذمة التي تتحكم في مصالحهم ومستقبلهم , وأن يقفوا مع المجاهدين والمقاومين الشرفاء أصحاب القلوب الطاهرة المؤمنة وأصحاب الأيدي المتوضئة والقامات الراكعة والجباه الساجدة .

كلنا أمل في أن تستيقظ شعوب أمتنا العربية والإسلامية من نومها وسباتها لتسمي الأشياء بمسمياتها الصحيحة وألا تخلط بين الأمور , وأن تتعامل مع قوى المقاومة الفلسطينية باعتبارها قوى مستقلة غير تابعة وليست امتدادا لقوى خارجية خاصة حركة حماس التي يعاملها البعض باعتبارها جزءا من جماعة الإخوان المسلمين , نأمل أن تعرف أمتنا ماهية دورها وواجبها تجاه فلسطين , وألا تتحجج بحجج واهية كأن يقال ( هما بيقتلوا بعض إحنا مالنا ) أو ( هما اللى باعوا أرضهم ) نريد منهم أن يعرفوا أن الذين قتلوا وذبحوا وأحرقوا إنما فعل بهم هذا لأنهم لم يستجيبوا للصهاينة ولم يبيعوا شبرا واحدا من أرضهم .

وأما حكام أمتنا وملوكها فهؤلاء نأمل منهم أن يكونوا على قدر المسؤولية , أن يكونوا رجالا لا نعاجا وأن يعلموا أنه لا أمريكا ولا إسرائيل ولا أحد في الكون كله سيستطيع أن يكسر شعب فلسطين المسلم وقواه الحية المقاومة , وأن أمامهم خيارين اثنين لا ثالث لهما إما الوقوف مع الشعب وإرادته الحقيقة وهى المقاومة وإما الوقوف مع الصهاينة والأمريكان وحينئذ سيدفعون الثمن غاليا في الدنيا والآخرة.

قلب مسلمة
16-05-2008, 17:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مطالبة اسرائيل للامم المتحدة بشطب كلمة النكبة و يريدون اعادة كتابة التاريخ ليطمسوا منه كل ما يتعلق بجرائم والمجازر ضد الفلسطينيين وهدم اكثر من خمسمئة قرية فلسطينية والاستيلاء على عشرات آلاف المنازل والمزارع الفلسطينية قبل حرب العام 1948 وبعدها. ان ما صنعته العصابات الصهيونية في العام 1948 كان في الواقع الامر هدماً لفلسطين لبناء دولة اسرائيل .

يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم
3بسم الله الرحمان الرحيم- (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حسابٍ "212")سورة البقرة
أي أن ضحك الآخرة ليس بعده بكاء.

و يقول تعالى أيضا:
{فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن "15" وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن "16"}
(سورة الفجر)
فانت يا اعظم شعب إبتلاكم الله لان الله يحبكم و المؤمن مبتلى

فلا تحزن يا اعظم شعب فالله يمهل ولا يهمل

إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:39
ستون عاماً على النكبة... ملامح من موطني

د. حسن أبو حشيش

في مثل هذه الأيام قبل ستين عاماً, وتحديداً في عام 1948م كان الشعب الفلسطيني يتعرض إلى مؤامرة التهجير القسري, وترك أرضه مرغماً, وسط أجواء من الحرب الإعلامية والحرب النفسية, مصحوبة بممارسات إرهابية من قتل وحرق وتدمير ونهب وسرقة لكل شيء. ترك الأهل والآباء والأجداد ديارهم والاعتقاد يسيطر عليهم أنها أيام قليلة وسيعودون إليها , لم يساورهم أدنى شك في ذلك، متسلحين بصدق الانتماء , وعمق التجذر , وبالعرق والجهد والدم المسكوب في جبلة الأرض, لم يشكوا في أن هذه أرضهم وملكهم, عليها وُلدوا ,ومن خيراتها طعموا وشربوا , وبها ترعرعوا , بها الصبا والشباب والشيخوخة. لم يتاجروا بأرضهم كما هي الروايات المُخادعة , ولم يُسمسروا على حقهم كما هي مضامين الإشاعات , ولم يتركوا أرضهم ترفاً ورفاهية ورغبة... بل قهراً وخوفاً وشعوراً بالخطر على الحياة والعرض .

بلدتي وقريتي جزء من فلسطين , ووالدي ووالدتي وجدتي وجدي هم كشعب فلسطين الذي عايش النكبة والهجرة , وشربوا حسرة رحلة العذاب والمعاناة والضنك ... وكشيمة أصحاب الهمة والانتماء والوفاء للأرض وللتاريخ... فقد سلم لنا الآباء : الفكرة والوجدان والمشاعر والأحاسيس , وبل وسلموا لنا الرغبة والإصرار على العودة , وورثوا لنا المفاتيح وأوراق الطابو وإثبات ملكية الأرض .

جلسنا أيام البرد القارس حول الموقد الفحمي نتناول الخبز المُسخن وزيت الزيتون والزعتر الجبلي، والوالد يروي لنا أيام الصبا ... لم يتمالك نفسه حين السؤال عن أي شيء له علاقة بالماضي , كنت أرى الحسرة علي وجهه , ولكن كنت أشعر بسعادته وهو يروي التفاصيل , ولا تكفيه ساعات ... وعليك أن تتصور حجم النقاش والجدل والسؤال حين يكون في الجلسة مجموعة من الكبار عايشوا الفترة , كنا نستمع ونراقب دقة المعلومة، وقوة الذاكرة، وعناد الموقف , واستحالة الشطب... وكان لنا دور هو استفزاز هذه المرجعيات التاريخية من خلال السؤال والتعقيب , وهو عبارة عن وصلة زمنها قليل جداً.

انحدر بحكم الانتماء من قرية صغيرة تسمى البطاني الغربي قضاء غزة , من الشمال منها , وهي بجوار بيت داراس، وتبعد ألفي متر فقط شرق مدينة أسدود. زرتها وأنا صغير حوالي ثلاث مرات وبصحبة مجموعة كبيرة من الأجداد الذين كانت ذاكرتهم حية, ترسم وتُفصل كل نقطة وزاوية من ملامح القرية . الدموع تنهمر , والإغماء يعم على البعض , والهنات والزفرات والحسرات تسيطر على النفوس... ولكن ملامح العزة والأمل والشموخ لا تفارقهم.

ما أروع البساتين , وما أجمل الأشجار, وما أعذب المياه الجوفية ... بيوت متواضعة ولكنها شامخة, شوارع ضيقة ولكنها جميلة , حياة بسيطة ولكنها سعيدة , علاقات اجتماعية منصوص عليها ومُحذور مُخالفتها، ولكنها بريئة ومُرغوبة ... قرية تملك روعة البساتين والمزارع، وجداول المياه والبيادر والبواكي... إذ هي آمنة جاءها البأس الصهيوني , وانقلب الحلم إلى خيال , والأمن إلى خوف , والجمال إلى بشاعة , والبراءة إلى الغدر والخيانة , والمسالمة إلى الحرب والعدوان والإرهاب , والملكية إلى الفقر , والاستقرار إلى الهجرة والشتات. فكيف ننسى الأسى , وكيف يضيع الحق , وكيف تُمسح الذاكرة... لن يضيع حق وراءه مطالب , ونحن بعد ستين سنة ما زلنا نحيي النكبة ونصر على العودة... وهذا دليل على أن حقنا لن يضيع في زحمة عوامل التعرية والشطب المقصودة والعفوية على مر العقود الست الماضية . فمات الآباء بعد أن سلّمونا العُهدة , ولن ننسى ما لنا , وسنُسلم العُهدة كاملة للأجيال .

إسلامية الفاروق
16-05-2008, 17:40
النكبة وطريق الانتصار

د. محمد إبراهيم المدهون

النكبة وذكراها ضوء أحمر يشتعل بداية مايو من كل عام حيث هزيمة الذل العارتتجلى لتضع النقاط على الحروف في بعثرة فلسطين التاريخ والحضارة والإنسان.

ليتذكر شعب اللجوء (الذي يمثل أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني) ما لم ينسه، ويحيي ما لم يمته، ويعيش مجدداً على أمل محو العار ويعزف على أنغام الذكرى لحن انتصار في أجواء قاتمة ليرهف العالم سمعه إلى الشعب الوحيد اللاجئ في القرن الحادي والعشرون وهو ينهي عقده السادس في لجوء وتشرد وحرمان.

عناصر الهزيمة تجلت بكافة أبعادها في النكبة، فالانصراف عن مقومات النصر، تشتت الانتماءات، سيطرة الجهالة العقدية والفكرية والسياسية، والتسليم للأجنبي، والقتال إلى جانب العدو ضد الأخ والصديق.

النكبة واغتصاب فلسطين مشروع استعماري غربي رأس حربته المشروع الصهيوني يهدف إلى حماية إمبراطوريات الغرب التي كانت ترى أن المنطقة العربية يتوفر لها مقومات التراث في التاريخ والجغرافيا والدين واللغة وإن نهوضها ووحدتها ستشكل تهديداً استراتيجياً لإمبراطوريات الغرب، فكان القرار بزراعة جسم غريب. فكان الكيان الصهيوني كيانا إحلاليا، وصاحَبَ تلك المرحلة ضعف في جسد الأمة في شتى النواحي سمح للإمبراطورية الغربية أن تنفذ مشروعها، فكانت النكبة التي ينبغي محوها ببناء أجيال جديدة تملك مقومات محو المرحلة ومشروعها الاستعماري، وذلك باعتماد فلسطين وقضيتها مركزية الصراع الكوني.

إن الشعور اليقظ بالنكبة ونتائجها يحيي مشروع الحق الفلسطيني ليحاصر مشروع الاجتثاث والتمدد الصهيوني ويلجمه. نعم لم يستطع المشروع الفلسطيني هزيمة المشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية لما يملكه المشروع الصهيوني من إمداد وعون. ولكنه شرف عظيم أن يمتلك المشروع الفلسطيني الذي يعيش على حلم العودة القدرة على الصمود ومشاغلة المشروع الصهيوني وإدمائه والحكم عليه بالتراجع على صعيد الأرض والإنسان.

الرغبة العارمة في كسر شوكة المشروع الفلسطيني القائم على حلم العودة والانغراس في الأرض أيقظ في عقلية المشروع الصهيوني ما أسماه مشاريع التوطين القائمة على إسكان وإسكات الفلسطيني حيث يكون بعيداً عن أرض الميعاد فكانت المشروعات تلو المشروعات الهادفة إلى التوطين وما أسموه التعويض مقابل إسقاط حق العودة ولكن كل ذلك لم يُخرج الفلسطيني عن دائرته ومشروعه في العودة التي ما يزال يعيش حلمها فكان الفشل الذريع لكل مشاريع سلب الحق والإقرار الفلسطيني بالتنازل عن هذا الحق المقدس وبقي الفلسطيني منتظراً على بوابة الوطن لا يعيش في فلسطين ولكن تحيا فلسطين في سويداء قلبه حيث حل أو ارتحل متمسكاً بمفتاح البيت وكوشان الطابو ليثبت حقه يوم يعود أو يعود ولده إلى أرضه.

إن الحذر السياسي في هذه المرحلة الدقيقة ضرورة وطنية وذلك باعتماد أن كل من ينزلق إلى مربع المساومة على الحق الفلسطيني إنما ينزلق في أتون الخيانة الوطنية.

إن الاحتفاظ بالحق وإن لم يتحقق يمثل صيانة للمشروع الوطني مع استمرار العمل على تحقيق ذلك بطرح مشروع موحد لتنفيذ حق العودة أو على الأقل إحياء حق العودة وتناقله عبر الأجيال. وإعادة بناء منظمة التحرير يمثل قضية محورية في طريق صيانة الحق الفلسطيني حيث أن المنظمة تشكل بيت الفلسطينيين جميعاً والمؤسسة التي ينبغي أن تسعى لتحقيق آمالهم وطموحاتهم في العودة.

إن الفرق بين الهزيمة والانتصار جد شاسع وإذا كانت النكبة المعلم الأبرز للهزيمة والإندحار والتراجع العربي فإنها كذلك بداية لعودة الوعي لتكون الانتفاضة أول مؤشرات بداية الانتصار على طريق العودة بعد اللجوء والانتصار بعد الهزيمة.

يشعل شعب فلسطين انتفاضته الأولى بعد عقود من النكبة ليكتب برأس الصفحة الأولى ملامح لسورة الانتصار وليغرس فسيلة الحرية بعد أن بدأ يستعيد وعيه بالسعي لامتلاك مقومات الانتصار بالعودة إلى الانتماء حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولينشأ جيل الوعي بالأرض والهوية والانتماء مع الاستعداد الكافي للتضحية رغم شح الإمكانات وقلة الموارد وضعف ذات اليد وبعد القريب وجفوة البعيد.

ويعزز ذلك بانتفاضته الثانية الأكثر تنظيماً وأكثر إيلاماً للعدو وإدماءً له، والأكثر تضحيةً وعطاءً من جانب شعب الشهادة الذي قدم عبر هذه الإنتفاضة خيرة قادته شهداء على مذبح الحرية. ويحقق عبر هذه الإنتفاضة الاندحار الأول للمشروع الصهيوني عن جزءٍ عزيزٍ من أرضه الغالية. ويقف شعب الشهداء اليوم رغم ذلك على أبواب انتفاضته الثالثة.

الليالي الفلسطينية حبلى وتلد كل جديد، وإن إحياء ذاكرة النكبة وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة مهمة وطنية من الدرجة الأولى تسقط أمامها الكثير من الأولويات، وتفتح المجال خصباً أمام المجموع الفلسطيني أن يتحرك للأمام على أساس الحقوق في جملة من السياسات والبرامج والأنشطة متجاوزين حالة الاستقطاب السياسي بتقديم أولوية العمل للمصلحة الوطنية العليا وعلى رأسها حق العودة وصيانته وتنفيذه.