أين جمعيات الآباء ....من البرنامج الاستعجالي؟؟؟؟؟؟

[عادل محسن]

أين جمعيات الآباء ....من البرنامج الاستعجالي؟؟؟؟؟؟

كثر الكلام عن جمعيات أباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسات التعليمية ,وكثر القيل والقال حول أدوارها,واحتدم الصراع أحيانا بين أرجائها....جمعية هنا فاعلة داعمة ,وجمعية هناك سلبية ناقمة , وجمعية...وجمعية.... تأرجحت أدوارها حسب السياسات التعليمية والاختيارات التنظيمية,مرة يراد إشراكها في كل شيء واستشارتها في أي شيء,ومرة يراد إبعادها عن كل شيء تفاديا لمضايقتها واجتنابا لتدخلاتها,أو اقتناعا بعدم جدوى أدوارها ,أو....أو... انه ليس من السهل الخوض والحديث عن هذه الجمعية الشريكة للمؤسسة التعليمية والقادرة على المساهمة في تخطي الصعوبات الحالية من تعثر وهدر وتراجع في المستوى وتقهقر في المحتوى وتدني للنتائج وتزايد للأميين رغم تمدرسهم ولعاطلين رغم تخرجهم ولفاشلين رغم نجاحهم .....

لكن تأزم الوضعية وتفاقم العملية يقتضي البحث عن بعض المسببات ,منها هذه الجمعيات ,التي لعبت أدوارا وساهمت في بناء أنوار من خلال الحضور المكثف والعمل المؤلف والبناء المرصع ,اجتماعاتها كانت مميزة من مشاركين ومحسنين دأبوا على المساعدة والدعم الحثيث لكل برنامج ثقيل أو خفيف. جمعيات شاركت في السراء والضراء وجدت من أجل البقاء .عملها أخذ وعطاء,أخذ عندما تتبع مراحل التمدرس وتشرك في كل المناسبات ويعول عليها في اتخاذ جل القرارات ...وعطاء عندما كانت لا تتردد في تقديم المساعدة والمؤازرة في كل ما تحتاجه المؤسسة التعليمية من ماديات ومعنويات..... تغير منظورها وتبعثر منخرطوها ,وتراجع دورها من فاعل الى متفرج ومن عامل منخرط مندمج الى غائب لحظي مزدوج,حضورها كعدمه .

انتقدت أو مدحت لا أثر في الميدان ولا نتائج للعيان. جمعية تضاءل نجمها وخفت صوتها وانطفأ بريقها,منخرطوها لا يبالون بما يجري ولا يحضرون ما يعني,حتى انخراطهم يدفع على مضض وانتقادهم لتلك الدريهمات بين الحق والباطل , وبين الاختيار والإلزام,وبين الشرعية والاحتدام. يا ترى لماذا تراجع دور جمعيات آباء وأولياء التلاميذ؟

1- لعل بعضها عضوي داخلي مرتبط بشعور أعضائها عدم جدوى الأدوار ,وعدم جدوى الشعار,وعدم جدوى الحضور,وعدم جدوى الابتكار....

2- ولعل بعضها الآخر مرتبط بأسلوب تعامل إداراتنا مع هذه الجمعيات من إشراك فعلي الى إشراك شكلي,ومن حضور مكثف الى حضور مخفف,ومن ربطهم ببعض المجالس لمجرد الترميم والزخرفة ,وليس اقتناعا بما لها من أدوار وأنوار قادرة على أن تساهم في بلورة رؤاهم المنطلقة من علاقاتهم الأبوية والمجتمعية. ان الجمعيات لم تعد بتلك الشهامة والمهابة والقيمة المضافة ,التي تعطي للمؤسسة شحنة إضافية في قالب براق مشرق ,بالإمكان أن يساعدها على فك بعض الألغاز,وتذييل بعض المعيقات التي حولت المؤسسة الى فضاء جذب مر منفر مشمئز,لا يهابها تلامذتها ولا تلقى دعما أو احتراما من طرف كل الفاعلين ,بل لم تعد مقر جاذبية أو عناية ,فحتى المحسنون تراجعوا والمتعاطفون تناقصوا والمنتقدون تكاثروا .... ان البرنامج الاستعجالي لم يأخذ بعين الاعتبار انخراط هذه الجمعيات وضرورة حضورها في بناء منظومة صلبة قادرة على تجاوز العقبات وبناء المستويات:

- برنامج استعجالي خطط لتحقيق تمدرس إلزامي الى حدود 15 سنة,فمن سيساهم لضمان ذلك في غياب الآباء وممثليهم؟

- برنامج استعجالي خطط لمحاربة الهدر المدرسي,فمن سيحضر ابنه ان لم يكن الأب وممثليه؟

- برنامج استعجالي خطط لتحقيق التميز ,فمن سيحققه ان لم يكن أبناء الآباء وممثليهم؟

- برنامج استعجالي خطط لتقليص التكرار فمن سيساهم في ذلك ان لم يكن الأبناء والآباء ومدرسيهم؟ - برنامج استعجالي خطط لتحسين فضاء المؤسسة قصد جعله جذابا,فمن سيستمتع به ومن يجب أن يعطي رأيه حول منظره ورونقه ان لم يكن الأبناء والآباء وممثليهم؟

- برنامج استعجالي خطط لرفع مستوى معدلات النجاح ,فمن يمكن أن يساهم في التحسن ان لم يكن الأبناء والآباء وممثليهم؟

- برنامج استعجالي خطط لزيادة نسبة تمدرس الفتاة بالعالم القروي , فمن يمكن أن يحضرها ان لم يكن الآباء وممثليهم؟

- برنامج استعجالي خطط لكل شيء في غياب طرف أساسي في البناء ,إنها جمعيات آباء وأمهات التلاميذ وأوليائهم , جمعيات تمثل الشريحة القادرة على الإسهام إن منحت لها الفرص الكافية والوقت الكافي والعناية الكافية بآرائها. ليس المقصود حضور شكلي وتزكية صورية,وإنما بناء مؤسسي وإشراك مبدئي.

- فمتى ينتبه مخططونا إلى هفواتهم ؟ - ومتى ينزعون الانفراد من نزواتهم؟

- ومتى يعودون إلى مقومات التعليم بعيدا عن عنفوانهم؟

11/05/2010
محمد المقدم