من يستطيع تحديد ماهية معتقل "تمارة"

[مسك المرشد]

من يستطيع تحديد ماهية معتقل "تمارة"

بعد أن طلع علينا الناصري في أحاديثه التي نفى فيها حينا وجود أي معتقل سري بتمارة و واخبرنا حينا آخر بأنه سيتم زيارة هذا المكان من طرف معنيين ومرة أخرى عندما نفى مارآه الجميع بعينيه من تدخل عنيف في حق من جاء للتنديد بذاك "المعتقل".
كل هذه الأمور وأخرى اعتدنا عليها في مغرب "الحق و القانون" وألفناها حتى سارت خبزنا اليومي في التعامل مع حكومات توالت بالنكسات و النكبات ومع "معنيين" لا يهمهم سوى التربح على معاناة الشعب المسكين.
لكن وحتى لا نترك الأمور تمر علينا مر الكرام رغم ان تذكير المواطن "العادي" و رأي الإنسان "البسيط" في مغرب "اللحيس و التبلحيس" لا تهم أولئك وهؤلاء من أصحاب البذلات الزرقاء الفاخرة.
نذكر حتى لا تفوتنا الأحداث ولو قفز علينا مدبرو كل الأحداث في هذا البلد الغالي علينا بضرورة البث الحقيقي في الجهة التي يمكنها أن تحدد للشعب ماذا يوجد خلف أسوار "معتقل تمارة".
وبما ان الشعب المغربي يريد حقا تطهير بلاده من كل رجس يهوي بالكرامة الإنسانية إلى أسفل سافلين فإن الذي سيحدد لهذا الشعب مكان هذا الرجس لا بد ان يكون في مستوى المسؤولية متمتعا بكل مايلزمه هذا الموقف من حرية وجرأة وقدرة على الوقوف في وجه الطواغيت التي تنكل بالإنسان.
فمن وجهة نظري الخاصة لا أستطيع إلا أن أقول بأن الأمر لن تستطيع البت فيه إلا جهة خارجية. ولست أقول هذا احتقارا للمغاربة وإنما تسليما بالأمر الواقع. لأن المسؤولين المغاربة عودونا على أن قيمة المغربي أمام غيره "كقيمة الدرهم أمام الدولار" حسب تعبير المرزوقي في سياق حديثه على تخفيف معاناة تزمامارت عن معتقل لمجرد انه متزوج بامريكية.
أضف إلى ذلك أنه ما من مسؤول كيفما علت رتبته في هذا البلد لا يقدر بأي مقدار في ميزان تلك الوحوش التي تفترس الإنسان في تلك المعتقلات إلا من كان مسؤولا مباشرا عنهم والشاهد عندي في هذا الأمر أمور عدة:
-أولها ماجاء في شهادة بوشتى الشارف عندما كانوا يعذبونه فأخبروه بأنهم هم القانون بل أنهم فوق القانون.
-ثانيها ما جاء في شهادة مختطفي العدل و الإحسان عندما كانوا يتعرضون للتعذيب فيقال لهم حرفيا: "إن وزراء وضباط عذبوا هنا وأجلسوا على "القرعة(قنينة) " باش اعترفوا(حتى اعترفوا) " وأن جطو الوزير الأول السابق أنطقوه(أكرهوه على الاعتراف)...."
-ثالثها ما جاء في كتاب "السجينة" لمليكة أفقير من انه تم تعذيب الجنرال"بورو" الذي كان مسؤولا عن المعتقل الذي كانت متواجدة فيه هي و عائلتها بسبب تمكنهم من الهرب.
-رابعا ما جاء في تاريخنا الحديث من تصفية وتعذيب و إخفاء قسري لأي قاض تسول نفسه الحكم بعدالة غير عدالة المخزن.
-وقس على ذلك مما يعلمه إلا الله من قتل لجنرالات و حبس لضباط كلما خالفوا نهج "المخزن" سواء في عهد الرصاص أو في العهد الجديد.
فإن كان الأمر على ماهو عليه فكيف يستطيع إذن أي كان في بلد يتعامل نظامها بهذه الطريقة أن يخالف هوى المخزن ويقول بانه لا وجود لذلك المعتقل؟
إن بلدا تسير بهذا الشكل لا أظن إلا أنه سيتم الطلب من الجهات "المعنية" بزيارة المعتقل بأن تقول كذا وكذا من تصريحات مخزنية معروفة ومن سولت له نفسه الرفض فإنه ستكفيه زيارة حقيقية ليتاكد بنفسه بان عليه ان يقول ما أملي عليه...
ثم يبقى السؤال الأخير: وحتى لو سلمنا بعدم وجود مقر تعذيب بتمارة فأين حصل إذن تعذيب كل هؤلاء المظلومين؟ ام تراكم ستقولون لنا كما قلتم سابقا عن تزمامارت بانه من خيالات اعداء الوطن و الوحدة الترابية؟
علي الغيلاني

المصدر هبة ابريس