هموم الكاتب

[شهيد لحسن امباركي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الأديب، الفنان، الشاعر و الكاتب أئسف على بعض المواقع التي تجير أعمال هؤلاء الناس لهم فعندما يلتقط موقع يساري أو لبيرالي أو علماني موضوع لأحد الكتاب لا يحسب هذا الكاتب على هذا الموقع أو الحزب أو الكيان لأن الفنان أحاسيسه أعلى و أغلى من أن تحدد لجهة معينة.
فالكاتب الفنان و المبدع يحب و يتمنى أن يرى إبداعه و أحاسيسه كل العالم و كل من يفهمه ليستفيدوا من علمه و فنه و كلامه. و كتاباته تكون عامة و ليست مخصصة و سبب هذه الكتابة ربما يحسب من كتاباتي و مقالاتي أني أفضل جهة على جهة أو حزب على حزب أو موقع على موقع فأنا لن أفضل إلا الأفضل و مهما تكن انتماءاته و اتجاهاته و كما قال الله سبحانه و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم :
((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن)).
و نستمد قوتنا من هذه الآية الكريمة و لذلك ندعو بالحكمة و الموعظة الحسنة و نجادل بالتي هي أحسن. قليل من الكتاب الذين في حياتهم استطاع حزب أو جهة أن تنسب هذا العمل له و إنما بعد مماته كثيرا من يؤول كتاباته على أنه علماني أو يساري أو يميني في الحقيقة لو سألوهم و هم على قيد الحياة لأجابوكم كما أجيبكم أنا أنهم من البشر المرهف الإحساس المتطهرين أحبوا أن يطوروا أو يصهروا ما في أحاسيسهم لكل أبناء البشر عموما، و ناذرا ما نلقى هنالك من عنده خصوصية و ذلك بأن كل كتاباته و جهده و أحاسيسه عامة و يحب أن يشاركه العموم فيها فعندما تلتقط جريدة من الجرائد موضوعا لي كجريدة الحياة الرأي الشرق الأوسط هذا لا يعني أنني شرق أوسطي أو كويتي أو لبناني أو مغربي و إلى آخره و هكذا حينما يلتقط موقع سوري أو ليبي أو مغربي مقالة لي هذا لا يعني أنني سوري أو إلى آخره نعم أنا عربي و من حق كل العرب و كما هو من حقي أن أتابع أفضل ما كتبه العرب إلا أنه ليس من حق البعثيين أن يعتبروني بعثي أو الشيوعيون يعتبروني شيوعي أو الإخوان أو العدل و الإحسان أو الحركات التحررية أن يعتبروني أحد أعضائهم أو منتمي إليهم لأن مقالة من مقالاتي قد وافقت طروحاتهم أو آرائهم و هذا ظلم للكاتب أن تحدد سعته و قابليته لاتجاه واحد، فهذا قتل لموسوعة و اتجاهات الكاتب المبدع الفنان.