عندما تورطت إيران مع سوريا

[توفيق]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ عبد السلام ياسين في كتابه سنة الله :

تورطت الثورة الإيرانية وانكشفت مذهبيتها ومصلحيتها الضيقة لما خذلت المجاهدين السنة، ومنعتهم تسهيلات الحدود، وقصرت عونها على الشيعة الذين لزموا ما يشبه الحياد والمهادنة مع الغزاة الروس. لإيران حجتها في هذا الخذلان، تتقدم بأنها في حرب طاحنة، وأنها مطوقة، وأنها لا تستطيع تحدي العملاقين العالميين في نفس الوقت. وهذه حجج تُضعفها وتُفتِّتُها واقعة الانحياز المذهبي، والتحالف الرديء مع نصيرية سوريا أعداء الله ورسوله سفّاكي دماء المسلمين. لا يُقبل من إيران الثائرة الاعتذار بأن الحلف مع سوريا هو البديل الوحيد عن العزلة وسط عالم مجاهر بالعداء مُجمِع على حرب الثورة. ولئنْ كان لمواجهة ثورة إيران عدوَّ الإسلام البعْثي في العراق ما يبررهُ في أعين المسلمين، وهو كون البعثية كفر، فإن الحلف مع البعث الآخر النصيري يزيِّف هذا التبرير.

[أشرف]

السلام عليكم

شهادة وقراءة للواقع والماضي والحاضر تبقى ساطعة، حفظ الله مرشدنا وأطال في عمره

بورك فيك سيدي توفيق على الإقتباس المبارك

[المراكشي]

بسم الله الرحمن الرحيم

كلام مهم جدا من سيدي عبد السلام ياسين حفظه الله و أسلوب متناه في الدقة و الشمول لكنني في نفس الوقت اود التنبيه ان التبرير الإيراني قوي جدا لمن يتذكر ماذا حصل في العراق فقد ادخلت امريكا و السعودية تنظيم القاعدة لإشعال حرب اهلية و كلنا يتذكر كيف هاجم تنظيم القاعدة الشيعة من دون تمييز فقط لانهم شيعة بل هاجم مساجدهم و جنازاتهم و اعراسهم و هي افعال لم يفعلها حتى الصهاينة

لهذا تورطت إيران في الحرب المذهبية ليس فقط ضد السنة بل حتى ضد بعض الشيعة و الواقع ان الشيعة يقدمون الإنتماء المذهبي على الإنتماء الإسلامي فهذا صحيح بالنسبة لشيعة إيران

لكنها لم تكن البادئة بالحرب كما ان جميع المسلمين السنة صمتو و لم يحركو ساكنا اتجاه المذابح التي يرتكبها تنظيم القاعدة ضد الشيعة لا في المغرب و لا في المشرق و تماما كما يحصل هذه الايام بالنسبة لموضوع سورية عوض ان يجتمع اهل السنة و يقومو بتكوين للجان وساطة و لجان تحقيق فيما يحدث في سورية

الكل يصدق الإعلام الوهابي و الغربي و الكل يحتشد مع طرف ضد آخر يقول الله عزل وجل

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }


فاين جهود الإصلاح و الوساطة ؟؟؟ و اين هي اولويات اهل السنة ؟؟؟

يجب ان تعلم ايضا ان إيران لم تهاجم اي بلد مجاور لها و لم تدخل اي حرب مع أي جار لها منذ ما يزيد على القرنين و إيران هي البلد الوحيد الذي لم يهاجم تركيا ايام الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الاولى رغم غدر العرب بالعثمانيين و مهاجمة كل الدول المحيطة بتركيا لها بالإضافة لدول الحلفاء

اما الحرب العراقية الإيرانية فقد كان صدام حسين هو من بدا بالهجوم

لهذا فللتعصب المذهبي في إيران اسبابه المتعددة اولا تخلف السنة من جهة و الجهل المتشر بين اهل السنة الذي يؤدي بهم لخدمة المستعمر الغربي و كذلك التعصب المذهبي عند السنة انفسهم او لا مبالاتهم

اتجاه الشيعة

و إذا كان التبرير الإيراني لتحالفها مع سورية و حزب الله و تشكيل اهم محور لمقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة و الذي فشل الغرب و دولة كيان العدو من إزالته لحد الآن إذا كان هذا التبرير غير كاف فما هو البديل لإيران ؟؟؟ اقترحو علينا بديلا عن هذا المحور ؟؟؟


و من المعروف ان إيران لم تتوقف ابدا عن فتح قنوات الحوار مع الدول العربية و اقتراح صيغ التحالف و التعاون المختلفة مع الدول العربية لكنها دائما كانت تصل إلى الطريق المسدود نظرا لغباء حكام العرب و لتبعيتهم و خيانتهم لامتهم

شخصيا اعتبر إيران رغم تشددها المذهبي المفهوم و استمرارها يعتبر قوة للمسلمين إلى ان يستفيق المسلمون من سباتهم و من نومهم و من تخلفهم المزري ليفتحو حوارا سياسيا حقيقيا مع إيران إذا كتب الله لها الإستمرار