من درر الإمام و جواهر و كنوز كتاب العدل

[المراكشي]

بسم الله الرحمن الرحيم

انقل للإخوة من كتاب العدل كلمات تاريخية ومهمة تظهر عمق الوعي التاريخي و السياسي و الإسلامي عند الإمام عبد السلام ياسين الذي كان مصباح الهداية الاكثر إشعاعا في العالم الإسلامي و في الوسط الإسلامي المتخلف بل و المتعفن في الكثير من مناطق العالم الإسلام وعاد هذا العالم ليغرق في الظلام و التخلف لكن و الحمد لله انه ترك فينا كتبا تصرخ في عقولنا لنستفيق و نفكر و نتدبر هذه بعض كلماته للذكرى رحمه الله و أعود لمناقشتها فيما بعد

الإمام عبد السلام ياسين في كتاب العدل


في عنق المستضعفين حبلُ مشنقة تشده أو تُرخيه الهياكل المالية الرأسمالية. المديونية كلمةٌ عنوانٌ في زمن النظام العالمي الجديد على حال المستضعفين.
كان المستضعفون، على عهد التقابل والتضاد بين الشيوعية والرأسمالية، يجدون مُتنفسا بين العملاقين. أمريكا كانت تدعم الطواغيت فتجد الشعوب المقهورة سلاحا ونصيرا استراتيجيا عند الدولة العظمى التقدمية السوفياتية. أما اليوم فالوِفاق بين شرق الجاهلية وغربها وحَّدَ السياسة بما لا يُبْقي متنفسا للمستضعفين.
كان الحِلف الغربي ضدَّ الشيوعية مُحَرِّكَ «الناطو» وعامِلَ التلاحم بين الأغنياء الأقوياء. أما اليومَ فالمحرك في النظام العالمي الجديد هو العِداء للإسلام. الإسلام هو «دولة الشر».
كان الرئيس الأمريكي السابق ريجان منذ بضع سنوات يصف الاتحاد السوفياتي بأنه «دولة الشر». وقد انتهت تلك الدولة إلى السقوط في أحضان عدو الأمس. وبذلك فقدت الحضارة الرأسمالية مِرآة تعكِس لها حقيقتها لترى وجهَ نفسها في عدوٍّ مطلق، في «دولة شر». ولا تجد الحضارة المادية في تاريخ عِدائها للإسلام، ولا في

[أشرف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[المراكشي]

بسم الله الرحمن الرحيم
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته أخي العزيز شكرا على المرور اتمنى من الإخوة ان يتخلو عن التشتت في الفكر المنهاجي و التوزع في كل مفاصله و جزئياته بشكل عام و ان يركزو اكثر على كتاب العدل لان اخطر التحديات امام المسلمين هذه الايام هي تحديات السياسة و العدل و الحكم لان من يحمل كتاب العدل يكون مثل الطبيب بين المرضى يجب مساءلة الكتاب و قراءته و دراسته و بحثه و تحيين ادويته و علاجاته لامراضنا السياسية المستعصية الحالية

و الحقيقة ارتكبت خطئا فاهم جملة كنت انوي التعليق عليها سقطت سهوا من الفقرة التي نشرتها و هي


لا بد لنا أن نعرف العدُوَّ، ولا بد لنا أن نعرف سبب عدائه، وجذور عدائه، وتكتيك عدوانه. ونكون أغبياء إن لم نستعمل النظام العالمي والحقوقية الدولية لنكسِبَ من خلالها بعض المعارك

وقال قبل ذلك (كان المستضعفون، على عهد التقابل والتضاد بين الشيوعية والرأسمالية، يجدون مُتنفسا بين العملاقين.)



فها هو العالم يعود للقطبية من جديد من دون سلبيات الشيوعية في الماضي و تتسع مساحة المتنفس الإستراتيجي الذي خلقته روسيا بمواجهتها لامريكا وها نحن امام فرصة تاريخية امام الشعوب المستضعفة لتنعم بغطاء تحالف عالمي للدول المتحررة تقوده روسيا من دون قيود امام التعليم المتقدم و الإستثمار و التمويل و التسليح و اظهر بوتين كما ظهر جليا في سوريا انه لا يخون اصدقاءه و حلفاءه عكس الامريكيين

لكن هذه الفرصة التاريخية قد لا تتكرر و قد تختفي إلى غير رجعة بينما تتسابق الهند و البرازيل و دول امريكا الجنوبية لتكرع من تكنولوجيا الفضاء و التسليح و الصواريخ و الطاقة الروسية ترزح باكستان و باقي الدول الإسلامية و العربية في التخلف و الثقافة الإستهلاكية الامريكية العولمية الحلال و الثقافة الصهيونية الحلال و الثقافة التبذيرية و القارونية الحلال

يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله نكون اغبياء إن لم نستعمل النظام العالمي إن لم نستغل الفرص التي يوفرها النظام العالمي و ما لاحظته هو ان الحركة الإسلامية و خصوصا العدل و الإحسان تجاهلت تماما النظام العالمي و المناخ العالمي الذي تغير فجأة لصالح المستضعفين فالبطل فلاديمير بوتين منتصرا لتاريخ روسيا القيصرية القومية رفض النظام العالمي الجديد و سدد ضربات موجعة للصهيونية المتسلطة داخل روسيا و باشر للتأسيس لعالم ذو قطبين و لحلف عالمي من الدول المستضعفة ضد و في مقابل الدول المستكبرة المترفة و المتخمة التي تعيش على امتصاص دماء المستضعفين و إذلالهم اتذكر قولة لرئيسة المانيا لكي تفسر ارتفاع اثمنة الحليب في بلدها فقالت ( ارتفعت اثمنة الحليب عندنا لان اطفال الهند يشربون الحليب اكثر مما كان من قبل ) مما اثار استنكارا عالميا و كان الحليب هو فقط حكر على اطفال الأثرياء

و استطاع فلاديمير بوتين استعادة دور روسيا على الساحة الدولية وهو مستعد لتسليح الدول المستضعفة و المتحررة من ربقة النظام العالمي الطاغوتي الصهيوني للحد من تغول العولمة الامريكية القارونية التي تكاد تحاصره
فها هو يقدم لسوريا و إيران و البرازيل و غيرها من الدول السائرة في طريق التحرر من العولمة القارونية ليس فقط الاسلحة الممنوعة امريكيا بينما الامريكيون يفرضون لائحة طويلة للاسلحة الممنوعة على المستضعفين و تقدم روسيا ايضا التكنولوجيات الحديثة و اسرار التصنيع العسكري بينما تفرض امريكا شرطا أساسيا على من يشتري السلاح وهو ان لا تحاول نقل التكنولوجيا من الأسلحة المشتراة او نسخها و تفرض مراقبين امريكيين لضمان ذلك و ايضا تفرض شروطا مذلة للحد من التصنيع العسكري للدول المتعاملة معها أما روسيا فتبقى شروطها معقولة و مقبولة و في إطار زمني مضبوط و بأثمنة يسيل لها لعاب المستضعفين و تسهيلات غير معهودة لكن امريكا تبيع خردتها و اسلحتها الاقل فعالية و الباهظة الثمن و تفرض مسارات للتفاوض تستغرق عقودا من الزمن فيها من الإذلال و الإبتزاز السياسي و المالي تصبح معها هذه الاسلحة اوراق ضغط طويلة الامد بل في حالة بيع اسلحة للدول العربية يفرض الأمريكيون تدخل كيان العدو في المفاوضات و إذا رفض كيان العدو فلا اسلحة و لا هم يحزنون و إن كانت خردة

كيف تعامل الإسلاميون في مرحلة الربيع العربي إذا مع الواقع العالمي الجديد ؟؟؟ بلغة الإمام عبد السلام ياسين لقد كانو اغبياء لانهم لم يفهمو التغيرات الجديدة و فضلو ان يرتمو في احضان قطر القارونية و تركيا الصهيونية هذه الدول التي تدور في فلك الابناك القارونية الدولية

عند غزو امريكا للعراق و تحرير الكويت في بداية التسعينات انتشرت المظاهرات الشعبية في العالم العربي و استغاثت الدكتاتوريات العربية بامريكا للملمة غزواتها ضد صدام حسين لانهم كانو يخشون الثورات و كانت الثورات و المظاهرات العربية الاكثر زخما تخرج من اجل العراق و فلسطين وضد الهيمنة الامريكية و القواعد العسكرية الامريكية و من اجل المقاومة و الممانعة مع توجه عربي للمصالحة بين التيار القومي العربي و التيار الإسلامي و الذي اقسم الايمان الغليظة على الإنضمام لتيار المقاومة و الممانعة فدخل الرعب في معسكر الخونة و بعد عشر سنوات تغير كل شيئ اصبحت الثورات العربية ممولة امريكيا و خليجيا و تم توجيهها ضد تيار المقاومة و الممانعة
و نسي الإسلاميون تعهداهم و ايمانهم الغليظة و نكثو العهود للمقاومة و الممانعة ودخلو في حرب طائفية ضدها مدعومة امريكيا و خليجيا و صهيونيا و عولميا مع وعود بقروض قارونية من الابناك الدولية التي حذرنا منها الإمام عبد السلام ياسين قروض تضمن التخلف و العبودية و الفقر و الذل و الإستعمار و تضمن من جهة اخرى عداوة روسيا و الدول المتحررة و التيارات القومية و الإشتراكية إنه موقف مخز للحركة الإسلامية لانه موقف طائفي قاروني متخلف و امريكي الهوى

الإمام يريدنا ان نجمع و لا نفرق ان نوحد الجهود و العزائم مع ذوي الفضل
و المروءة و ان نكون اذكياء فكيف ندعو إلى ميثاق سياسي في المغرب بينما نحرص على قطع اواصر التحالف القومي الإسلامي الاوسع و نكون كذلك فالمصلحة الإسلامية هي مع دول البرينكس و دول الممانعة و ليس مع امريكا و قطر و تركيا و النتن ياهو فالشعوب العربية
كانت تثور ضد هذا القطب الصهيوني و ليس ضد المقاومة العربية

فكيف تغير الحال ؟؟؟

النظام العربي القديم اصبح عبئا على الصهاينة و الامريكيين و اخطر من ذلك فمقررات الجامعة العربية كتبها العرب في ايام التحرر العربي و من طرف قوميين و رموز عربية كبيرة من قبيل جمال عبد الناصر و حافظ الاسد و هواري بوميدين وحكومات الستينات التي طردت الإستعمار الغربي
و رغم انه اصبح جثة هامدة لكنههم يخشون استيقاظه يوما ما

الإسلاميون بغريزتهم المتخلفة كانو يعادون الجامعة العربية و مشاريعها و يعادون القومية العربية و يرون فيها نقيضا للخلافة الإسلامية خصوصا في فكر الإخوان المسلمين مما أدى إلى التناحر بين التيارين على امتداد ثلاثة عقود من الزمن و تشتيت الجهود و تضييع الفرص التاريخية

الحركة الإسلامية قامت على معادات مجتمعاتها و كل الهياكل القائمة في المجتمعات و مشروعها كان مشروع هدم لكل شيئ لا يحمل عنوانا إسلاميا واضحا و اعتقدت ان الخلافة الإسلامية يجب ان تقوم على انقاض ما هو قائم حتى و إن كان ما هو قائم لا يتعارض مع الإسلام بل يعضده و يهيئ له فالجامعة العربية يجب ان تكون نواة للجامعة الإسلامية كل ما نحتاجه هو تفعيل مقررات الجامعة و المخططات المحفوظة في الارشيف المظلم التي يعلوها غبار السنين

لكن الإتجاه الذي اخذته ثورات الربيع العربي هو اتجاه صهوني امريكي بامتياز بقيادة الإسلاميين و لم اتعجب لذلك فمعرفتي بالحركة الإسلامية انها مخترقة لكنني لم اعتقد انها مخترقة إلى النخاع وكذلك كنت اعتقد
ان جماعة العدل و الإحسان حاملة مشعل الإمام عبد السلام ياسين ستكون محصنة ضد اي اختراق بفضل التفكير المنهاجي للإمام لكن خاب ظني و دخلت الجماعة عباءة ووصاية الإخوان المسلمين التي ضربت بعرض الحائط مراجعاتها الفكرية لنصف قرن عرض الحائط و عادت للفكر القطبي التكفيري المتطرف فهي تتحدث بلسان المرشد عمر التلمساني و محمد الغزالي رحمهما الله لكنها تتحرك وفق اجندات قطبية متطرفة و بالتحالف مع الوهابية الجهادية و الهمجية الخليجية وفق القاعدة الصهيونية الثورة في مواجهة المقاومة

الثورة ضد المقاومة = الشعوب مع الصهيونية = التطبيع الشامل

خطة صهيونية ذكية لكنها فعالة لقد اصبح الإسلاميون لعبة في يد النتن ياهو من وراء حجاب قطر و تركيا متى يفهم المسلمون اللعبة الدولية