قراءة مستعجلة للاوضاع العربية و مسؤولية جماعة العدل و الإحسان

[المراكشي]

بسم الله ارحمن الرحيم


الحقيقة و بعد تاريخ مشرق تحت القيادة الربانية للإمام عبد السلام ياسين استطاعت الجماعة ان تحتل مكانة مهمة جدا في الحقل السياسي و الديني في المغرب بل و في العالم الإسلامي ومباشرة بعد وفاته رحمه الله دخلت الامة في اتون الفتنة و بمشاركة فعالة من الحركة الإسلامية بضغط من الدول الإقليمية و تشجيع منها و في الليلة الظلماء يفتقد البدر فكما ان الإمام اصدر بيانا مهما جدا اعقاب الغزو البربري المريكي على العراق فوضع النقاط على الحروف و اطمانت به قلوب المؤمنين و انجلت به بصائر المسلمين و كذلك في كل مرحلة من المراحل الحاسمة في تاريخ الامة كان الإمام يصدر بيانا او يوعز لمجلس الإرشاد لإصداره مما كانت له تأثيرات كبيرة جدا و كان الإعلام و السياسيون و المراقبون ينتظرون بشغف شديد بيانات الجماعة و بيانات الإمام


للاسف و مباشرة بعد انتقاله للدار العامرة رحمه الله ظهر جليا تاثير غياب الإمام على قرارات الجماعة خصوصا على مستوى قراءة الجماعة للاوضاع الدولية

على اية حال هناك توجهين ديناميكيين في العالم العربي هو الديناميكية التي دشنها الربيع العربي بثورات سلمية و التي تم استدراجها بذكاء إلى العنف و الإرهاب او سرقتها او احتواؤها ثم الديناميكية التي خلقتها المقاومة العربية ضد الصهيونية في العالم العربي و التي اسست لها كل من إيران و سوريا و الإخوان المسلمون و الحركة الإسلامية في فلسطين في البداية كان الجميع يتوقع ان يتضافر التوجهان و يتعاونا ليصبا معا في خدمة المسلمين لكن عملاء الصهيونية استطاعو ان يحرفو الثورات العربية من توجهها الاساسي وهو ضرب و إسقاط الانظمة العميلة لامريكا إلى ضرب و إسقاط الانظمة التي تشكل إزعاجا لأمريكا و الكيان الصهيوني اي ضرب المقاومة بالثورة و إشعال الحرب بينهما


للأسف ابتلعت الحركات الإسلامية الطعم خصوصا الإخوان المسلمون المخترقة و التي اشعلت هذه الحرب و الفتنة بدفع و تشجيع من الأنظمة العميلة و الخائنة كقطر و السعودية و الكويت و تركيا و التي اساسا كانت تتحسس رقابها خوفا من الثورة اصبحت بقدرة قادر ملهمة و راعية لها

ثم واثناء كل هذه المراحل استمرت الجماعة في مساندة الإخوان المسلمين مهما كلف الامر و بأي ثمن دون وعي بخطورة الإختراق داخل صفوف هذه الجماعة و دون الوعي بتعقد المصالح الدولية و الإقليمية و تقاطعاتها التي تحرك اهداف هذه الجماعة و بقية اللاعبين الإقليميين


ثم وقع الإنقسام بين قطر و تركيا من ناحية ثم السعودية و بقية الدول الخليجية الهمجية من ناحية أخرى عل خلفية احداث مصر

و هذه قد تفتح فرصة امام الإخوان المسلمين للرجوع إلى جادة الصواب و طريق الحق و هي فرصة امام جماعة العدل و الإحسان للقيام بدور الوساطة بين الإخوان المسلمين و بين تيار المقاومة و إعادة وضع عجلة الربيع العربي على السكة الصحيحة


نتمنى ان يقع صلح و تحالف بين الإخوان المسلمون و تيار المقاومة بما فيه النظام السوري و حزب الله بل و توسيع تيار المقاومة إلى مصر و الإخوان وحدهم يستطيعون القيام بذلك و بذلك يتم نزع الشرعية عن داعش و التيارات الوهابية الإرهابية و الانظمة العميلة في نفس الوقت و مواجهتها

إذا تحقق ذلك عندها يمكن للقوى التغييرية ان تركز على الانظمة الخائنة و العميلة و التي حاصرت غزة و قطعت طرق الإمداد إليها عندها ستستفيد من دعم قوى المقاومة و دولها بحيث تتوحد جهود المقاومة و الثورة العربية . هناك مصالح مشتركة كثيرة بين الثورات العربية و المقاومة اكثر بكثير ما بين الإخوان و الانظمة العميلة و الخائنة كما ان العلاقة بين الثورة و المقاومة هي علاقة استراتيجية و دائمة لكن العلاقة بين الثورة و الأنظمة العميلة هي علاقة تكتيكية و مؤقتة

و يتم إصلاح ذات البين بين الإخوان و النظام السوري وربما المصري فالسعودية استولت على مصر عن طريق شراء السيسي و عينته خادما لمصالح الكيان الصهيوني و حارسا على بوابته الجنوبية نتيجة تحالفه مع الفلول فإذا فتح الإخوان الحوار مع النظام المصري من الممكن ان ينقلب على السعودية و الفلول و يعود إلى جادة الصواب و إلا فإن تيار المقاومة سيكون خير سند للإخوان المسلمين في مصر و خير معين


و الإخوة في جماعة العدل و الإحسان هم فقط يستطيعون القيام بهذا الدور من خلال فتح قنوات الحوار و الوساطة بين هذين الفريقين