حقيقة الموت ...

[lahrech]

السلام عليكم ورحمة الله

أحبابي في الله

لا يختلف اثنان على أن الموت آت لا محال
وسيصيب كل واحد منا طال عمره أو قصر
لكن ياترى هل للموت من حقائق ؟
بمعنى آخر هل الموت فترة زمنية أم هو عبارة عن لحظة عابرة تأخدنا من عالم الى عالم آخر ؟

هل الموت مخلوق كباقي المخلوقات التي خلقها الله عز وجل ؟

لقد خلق الله عز وجل كل المخلوقات وسخرها جميعا الى البعض منها لبني البشر لا لشئ الا لشئ واحد وهو عبادة الله عز وجل دون سواه

ان الله عز وجل قهر عباده بل قهر كل مخلوقاته بالموت الذي هو أيضا مخلوق كباقي المخلوقات التي ستفنى وتبلى ليبقى وجه الله عز وجل

لكن هذا المخلوق جعله الله سبحانه وتعالى في يد مخلوق آخر مخلوق هو آخر المخلوقات الفانية

انه ملك الموت ، إن له حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب فإذا انقضى أجل عبد من الدنيا ضرب رأسه بتلك الحربة وقال: الآن يزار بك عسكر الأموات."ذكره سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه "

هذا ملك الموت الذي وكل بقبض أرواح العباد

فما الموت ؟
الموت هو تلك اللحظة التي يحس فيها العبد بحقارته وضعفه أمام قدرة القادر عز وجل
هو تلك الحقيقة التي سيدوق طعمها القوي والضعيف الغني والفقير المؤمن والكافر الانس والجن بل حتى الملائكة وجميع المخلوقات.

" كل من عليها فان ويبقى وجه ربك دو الجلال والاكرام "

قد يقول القائل ان الحياة هي الأكل والشرب
هي الفرح والحزن
هي الغنى والفقر
هي القوة والضعف
وينسى أو يتناسى أن للحياة معنى آخر وان فقدت كل تلك الأشياء

هل الأموات في قبورهم أم عند ربهم أم هم في زمن متوقف زمن جامد ينتضر النفخ في الصور والاعلان عن يوم النشور ؟

ربما قد يقول القائل :هذه أمور غيبية لا يصح الخوض فيها

لكن لنكن صادقين مع أنفسنا ولو لمرة واحدة

هل الاسلام دين قمع

هل الاسلام يمنعنا من البحث عن الحقيقة التي بحث عنها فلاسفة كبار من أمثال أفلاطون وعلماء عظام من أمثال انشتاين أم انه دين الاستسلام ودين الجهل واللامبالات

حاشا لله أن يكون الاسلام كذالك

أفضل العبادة اخوتي في الله أن تعبد الله عن علم لا عن جهل
أن تعبد الله وأنت متيقن من أن الله عز وجل ما أكرمنا بهذه النعمة التي هي العقل الا لنبحث عن حائق الكون ومخفيات الأشياء لنصل في الأخير الى رب الأشياء عز وجل

دعونا نتكلم شيئا ما عن الموت من الجانب الخفي الجانب الذي قل من يتكلم عنه

انه الموت كمخلوق له مميزات وحقائق

الموت هو شئ غير ملموس لكنه محسوس

لقد وصفه البعض بأنه مرحلة نهائية للمخلوقات يتم فيها فك العلاقة المادية بين الروح والجسد بين الملموسات والمحسوسات

ووصفه البعض بأنه شقاء لا رخاء بعده وفناء لا بقاء بعده

لكن عندما نعود الى الأصل الذي هو منطلق حديثنا

الأصل الذي كلما شربنا منه الا زدنا يقينا فوق يقين ونعيما فوق نعيم

نجد بأن الموت هو نعمة من الخالق عز وجل أنعمها على عباده ليخرجهم من شقاء الدنيا الى نعيم الآخرة ومن تعب الفناء الى راحة البقاء

فمن أراد أن يعرف حقيقة الموت وأن يلمسها بشكلها المادي فل يعد الى نفسه والى داته وليسألها أولا

هل للظلمة من حقائق مادية ملموسة ؟

اخوتي في الله

ان الموت هو تلك القنطرة التي سيعبر منها كل مخلوق ليصل منها الى الخالق عز وجل فيسعد بهذا اللقاء من عمل واستعد له ويشقى من تجاهل وشغل نفسه في تفاهات الأمور

والله الموفق لكل خير

والسلام عليكم ورحمة الله

***
كن مع الله ترى الله معك

***

[abdelkader]

مشكور أخي الكريم على هذا الموضوع الرائع

نسال الله تعالى أن يكون في الميزان المقبول