مواعظ وحكم

[abou ossama]

قال الخليفة المنصور لعمرو بن عبيد عظني
قال بما رأيت أم بما سمعت
قال بما رأيت
قال عمرو رأيتُ عمر بن عبد العزيز وقد مات فخلَّف أحدَ عشرَ ولداً وبلغت تَرِكَتُهُ سبعة عشر ديناراً كُفِّنَ منها بخمسة دنانير واشتُريَ موضعُ قبره بدينارين وأصاب كلُّ واحدٍ من ولده دون الدينار
ثم رأيتُ هشام بن عبد الملك وقد مات وخلَّف عشرة ذكور فأصاب كلُّ واحدٍ من ولده ألف ألف دينار
ورأيتُ رجلاً من ولد عمر بن عبد العزيز قد حملَ في يومٍ واحدٍ على مائة فرسٍ في سبيل الله
ورأيتُ رجلاً من ولد هشام يسألُ الناس ليتصدَّقوا عليه

[abou ossama]

ضَلَّت راحلةُ الحسن البصري في طريق الحجِّ فلقِيَهُ صبيٌّ فسألهُ فعرفها فلمّا وجد الراحلة سألَهُ الصبيّ ياشيخ ماتأكل وماتلبس
فقال آكلُ خُبزَ الشعير وألبَسُ الصوف لأكسِرَ شهوتي بهما
قال الصبي كُلْ ماشئت والبَسْ كذلكَ بعد أن يكونا حلالَيْن قال وأينَ تبيتُ
قال في الخُصّ (بيت من القصب)

قال لا تَظلِمُ وبتْ حيثُ شئت
فقال الحسن لولا صباك لكسبتُ منك ماتكلمتَ به
فتبسم الصبي وقال أراكَ غافلاً أخبرتُكَ بالدنيا فقبِلتَ وأخبرتُكَ بالدينِ فأنفتَ من كلامي ارجِعْ إلى منزلك فلا حجَّ لك

[abou ossama]

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجلسائه أخبروني بأحمق الناس
قالوا رجل باع آخرته بدنياه
فقال ألا أنبئكم بأحمق منه
قالوا بلى
قال رجل باع آخرته بدنيا غيره

[abou ossama]

قال لقمان لابنه أي شيء أقل وأي شيء أكثر وأي شيء أحلى وأي شيء أبرد وأي شيء آنس وأي شيء أوحش وأي شيء أقرب وأي شيء أبعد
قال أما أقل شيء فاليقين وأما أي شيء أكثر فالشك وأما أي شيء أحلى فروح الله بين العباد يتحابون بها وأما أي شيء أبرد فعفو الله عن عباده وعفو الناس بعضهم عن بعض
وأي شيء آنس حبيبك إذا أُغلق عليك وعليه باب واحد وأي شيء أوحش جسد إذا مات فليس شيء أوحش منه وأي شيء أقرب فالآخرة من الدنيا وأي شيء أبعد فالدنيا من الآخرة

[abou ossama]

عن عطاء قال دخلتُ على فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز فقلت لها يا بنت عبد الملك أخبريني عن أمر المؤمنين
قالت أفعلُ ولو كان حيّاً ما فعلت إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نقسه وبدنه للناس
كان يقعد لهم يومه فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وَصَلَهُ بليلِه إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه
فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ثم قام فصلى ركعتين ثم أقعى واضعاً رأسه على يده تسايل دموعه على خدِّه يشهق الشهقة فأقول قد خرجت نفسُهُ وانصدعت كبدهُ
فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح ثم أصبحَ صائماً
قالت فدنوتُ منه فقلتُ يا أمير المؤمنين لشيء ما كان قبل الليلة ما كان منك
قال أجل فدعيني وشأني وعليكِ لشأنكِ
قالت فقلتُ له إني أرجو أن أتعظ
قال إذاً أخبركِ إني نظرتُ إليَّ فوجدتني قد وُلِّيتُ أمرَ هذه الأمة صغيرها وكبيرها وأسودها وأحمرها ثم ذكرتُ الغريب الضائع والفقير المحتاج والأسير المفقود وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض
فعلمتُ أن الله مسائلي عنهم وأن محمداً صلى الله عليه وسلم حُجّة فخفتُ على نفسي خوفاً دمعت له عيني ووجل له قلبي فأنا كلما ازددتُ لها ذكراً ازددتُ لهذا وجلاً
وقد أخبرتكِ فاتعظي الآن أو دعي

[abou ossama]

سُئل فضيل بن عياض عن ترك الطيبات من الحُوَّارى واللحم والخبيص للزهد
فقال لمن قال لا آكلُ الخبيص ليتكَ تأكل وتتقي إن الله لا يكره أن تأكل الحلال الصِّرف
كيف برُّكَ لوالديك وصلتك للرحم
كيف عطفُكَ على الجار
كيف رحمتك للمسلمين
كيف كظمك للغيظ
كيف عفوك عمن ظلمك
كيف إحسانك إلى من أساء إليك
كيف صبرك واحتمالك للأذى
أنتَ إلى إحكام هذا أحوجُ منك إلى ترك الخبيص

[abou ossama]

لبس سليمان بن عبد الملك يوم الجمعة في ولايته لباساً شُهِرَ به وتعطّر ودعا بتخت(وعاء تصان فيه الثياب)فيه عمائم وبيده مرآة فلم يزل يعتم بواحدة بعد أخرى حتى رضي بواحدة منها
فأرخى من سدولها وأخذ بيده مِخْصَرة(ما يتوكأ عليه كالعصا)وعلا المنبر ناظراً في عِطْفيه وجمع جمعه وخطب خطبته التي أرادها فأعجبته نفسه فقال أنا الملك الشاب السيد المُهاب الكريم الوهاب
فتمثلت له جارية من بعض جواريه فقال لها كيف ترين أمير المؤمنين
قالت أراه مُنى النفس وقرة العين لولا ما قال الشاعر
قال وما قال الشاعر
قالت
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى
غير أنْ لا بقاء للإنسانِ
أنت من لا يريبنا منك شيء
علم الله غير أنك فانِ
فدمعت عيناه وخرج على الناس باكياً فلما فرغ من خطبته وصلاته دعا بالجارية فقال لها ما دعاكِ إلى ما قلت لأمير المؤمنين
قالت والله ما رأيتُ أمير المؤمنين اليوم ولا دخلتُ عليه
فأكبرَ ذلك ودعا بقيِّمة جوارية فصدقتها في قولها
فراع ذلك سليمان ولم ينتفع بنفسه ولم يمكث بعد ذلك إلاّ مدة حتى توفي

[abou ossama]

روي أن جعفر بن أبي طالب حين قتل دعا الناس يا عبد الله بن رواحة يا عبد الله بن رواحة وهو في جانب المعسكر ومعه ضِلَعٌ وجمل منهشة(القليل اللحم) ولم يكن ذاق طعاماً قبل ذلك بثلاث فرمى بالضِلَع ثم قال وأنت مع الدنيا
ثم تقدّم فقاتل فأصيبَ أصبعه فارتجز فجعل يقول [poem=
[poem=font="Arial,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هل أنتِ إلا أصبعٌ دميتِ
وفي سبيل الله ما لقيتِ
يا نفسُ إلاّ تُقتَلي تموتي
هذا حياضُ الموتِ قد صليتِ
وما تمنيتِ فقد لقيتِ
إن تفعلي فعلها هديتِ
وإن تأخرتي فقد سقيتي[/poem]
ثم قال يا نفس إلى أي شيءٍ تتشوقين إلى فلانة فهي طالق ثلاثاً وإلى فلان وفلان غلمان له وإلى معجف حائط له فهو لله ولرسوله

[poem=font="Arial,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا نفسُ مالك تكرهين الجنّهْ
أقسم بالله لتنزلنّهْ
طائعة أو لمكرهنّهْ
فطال ما قد كنت مطمئنّهْ
هل أنتِ إلاّ نُطفةٌ في شنّهْ
قد أجلب الناس وشدو الرنّهْ[/poem]

[abou ossama]

قال أبو الدرداء أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث أضحكني مؤمِّل الدنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وضاحك ملء فيه ولا يدري أراضٍ الله عنه أم ساخط عليه
وأبكاني فراق الأحبة محمدٍ وحزبه وهول المُطَّلع والوقوف بين يدي الله يوم تبدو السرائر ثم لا أدري إلى الجنة أو إلى النار

[abou ossama]

أخرج أبو نعيم في الحلية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال تعلموا العلم
فإنّ تعلُّمَهُ لله تعالى خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد
وتعليمه لمن لا يعلم صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة
والأنس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزّين عند الأخلاء
يرفع الله تعالى به أقواماً ويجعلهم في الخير قادة وأئمة تُقتبس آثارهم ويُقتدى بفعالهم ويُنتهى إلى رأيهم
يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى الحيتان في البحر يُلهَمُه السعداء ويحرمه الأشقياء

[abou ossama]

إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل فانظر إلى حنينه إلى أوطانه وإلى بكائه على ما مضى من زمانه

إذا جاءك الخصم وقد فُقئت عينه فلا تحكم له إلى أن يجيء خصمه فلعله يأتيك وقد فُقئت عيناه معاً

إذا صار عدوّك في قبضتك فقد خرج من جملة أعدائك ودخل في عدّة حشمك

لا تشرب السمّ اتكالاً على ما عندك من الترياق

قبل المبارزة يفتخر رجلان وبعدها يفتخر رجل واحد

من الذي يسبقك إذا كنت وحدك

إذا كنت عاقلاً فإياك أن تخبر الرجل الذي يحملك أنّه أعرج

الذي لا يعرف شيئاً قد يعرف أشياءً أخرى

سُئل حكيم أي الملوك أفضل ملك اليونان أم ملك الفرس فقال من ملك غضبه وشهوته فهو أفضل

شكا رجل إلى أحد الصالحين كثرة عياله فقال له الرجل أنظر إلى عيالك فمن كان منهم ليس رزقه على الله فحوّله إلى منزلي

الغمد راضٍ بلونه الأغبر ما دام يصون حد السيف

قد تنسى المرأة الرجل الذي انتشلها من الوحل لكنها لن تنسى أبداً ذلك الذي دفعها إليه

اِجعل من نفسك حَمَلاً ثم ارتقب كيف ستبرز لك الذئاب فجأة

قد تكون البقرة سوداء فاحمة لكن لبنها دائماً ناصع البياض
حين يحرن حصانك لا تلجأ إلى الصوّط جّرب أولاً كيس العلف

[المختار]

جزاك الله خيرا اخي الفاضل على المشاركة القيمة