بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أنت لست وطنيا !!!!!
قالها لي مجموعة من الناس عندما كنت أقول لهم صدقوا أو لاتصدقوا أنا لا أتمنى الفوز لمنتخب بلادي في الوضع الراهن في أية مناسبة ، بل لا أريده أصلا أن يكون .
يغضب بعضهم ويثور وكتم الآخرون غيظهم ، كيف لك أن تتمنى هذه الأمنية التي تنم على أنك لاتجري في عروقك دماء وطنية !!!!
أجيبهم نعم هي لاتجري في دمائي لأني أرى وطني يدمر بتفاهات ، ملايير الدراهم تصرف على منتخبكم العتيد ، والنتيجة ماذا ؟؟؟؟ كأس العالم ؟؟؟ كأس إفريقيا ؟؟؟ أم ربما كأس القارات وربما الميدالية الذهبية في الأولمبياد ؟؟؟
على من تضحكون علي أم على أنفسكم ، منتخبكم العتيد في جعبته لقب يتيم قد عف عليه الدهر ونسجت بين ثناياه العنكبوت خيوطها ، ولنفترض جدلا أن منتخبكم العتيد فاز فعلا بأحد الألقاب ، كأس العالم مثلا – هو فائز لامحالة تجيب نظرات أحدهم ( فتجيب عبراتي في أحلامك ياعزيزي ) – وإن فاز به فماذا سنجني منه نحن كشعب ، تطور ، زيادة في الأجور ، ارتفاع في مستوى المعيشة والدخل الفردي ، القضاء على البطالة ، او لربما هذا الكأس سيكون منهجا جديدا ندرس به في أقاصي الجبال لنمحو الأمية ....
على من تضحك ياعزيزي تفاهات مقابل المليارات !!!!! أنا لست وطنيا لأني تأسفت على عقد بقيمة 250 مليون سنيتم شهريا إلى غاية 2014 سواء أكمل المدرب البلجيكي مهمته أم لا .... أنا لست وطنيا لأن آخر مدرب في الفرق الوطنية لا يعد راتبه بمادون المليون ، وأنا لست وطنيا لأن مصاريف تنقل المنتخب وتعويضات السفر ومنحة كل لقاء تحسب أرقامها بالحسابات الفلكية حيث تحاكي السنوات الضوئية في امتدادها .
لست وطنيا لأننا صرفنا الملايين إن لم أقل البلايين في الإعداد لملفات فارغة لاستضافة الحلم العالمي ، سراب يحسبه الظمآن ماءا ....
ولي أن أسألكم أين كانت وطنيتكم حينما ضيع منتخبكم العتيد اللقب القاري من يديه في مهزلة واضحة محبوكة المعالم ؟؟؟ هل تصدقون أن فريقكم العتيد خسر فعلا أم أنه استخسر ؟؟؟
لي أن أسأل ماذا لو صرف نصف مايصرف على الكرة بل ثلث مايصرف على القطاعات الحيوية داخل البلد ؟؟؟
250 مليون سنيتم = عمل 500 عاطل عن العمل بمبلغ 5000 درهم شهريا !!!!! = توظيف 500 طاقة معطلة = المساهمة في تنمية البلد = الانتقال بالوطن الى مصاف الأقوياء = الوطنية الصادقة ، هذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( حب الأوطان من الإيمان ) ، لاحب المنتخب يا رفيقي العزيز ...
صديقي العزيز لست أبغضك ولكن أشفق عليك حبا من تضييع وقتك في متابعة مالاينتهي إلا في وكر المكر السياسي بغلاف رياضي إنساني ، سأتكلم معك عن الرياضة ورسالتها إلى العالم حينما نوصل الخبز سوية إلى أفواه الجائعين وحينما نلبس العاريين لباس الستر وحينما ... وحينما ..........
حينها يكون لبقية حيدثنا مكان في زمانه ....