عشرات الآلاف في مسيرة 24 أبريل بالبيضاء: "الشعب يريد.."
استجابت مدينة الدار البيضاء، مرة أخرى، لنداء حركة 20 فبراير، ولم تمنع الأمطار نزول الجماهير إلى الميدان يوم الأحد 24 أبريل 2011 في مسيرة ضمت عشرات الآلاف، تقدمتهم لافتة كبيرة حملها العديد من الشباب والشابات كتب عليها الشعار المركزي "الشعب يريد إسقاط الاستبداد" في إشارة إلى إصرار شعب على مطلبه السياسي الرئيسي ووعيه العميق بدلالات هذا الشعار.
فمنذ الساعة العاشرة صباحا بدأت وفود المتظاهرين تصل أفواجا وجماعات عبر الأحياء والطرقات المؤدية لساحة النصر، وهي تهتف بالشعارات المتنوعة المشتركة جميعها في المطالب السياسية والاجتماعية الأساسية التي التحمت حولها فئات واسعة من الشعب، وما تستوجبه هذه المطالب من تغيير دستوري جذري تضعه جمعية تأسيسية منتخبة.
انطلقت مسيرة البيضاء، كما هي العادة، من ساحة النصر، سالكة مسار الشوارع الرئيسية في اتجاه ساحة "نيفادا" إحدى أكبر ساحاتها الصامدة، لتختتم هناك على أصدق الوعود بمواصلة المسيرة والمسير، وذلك بعد أن كتبت تاريخا جديدا هو "24 أبريل" إلى جانب سابقيه "20 فبراير" و"20 مارس"، في صناعة قوية لزمن سياسي مغربي جديد.
لم تغير الجماهير عنوان مطالبها، ولم تتنازل عن أي عنصر من عناصر هذا العنوان، ولم تخفض من سقف شعاراتها التي ظلت ترفعها من أول مولد حركة 20 فبراير المجيدة. كان العنوان ولا يزال هو هو: إسقاط الفساد والاستبداد، وكانت تفصيلات هذه المطالب هي هي، ومنها: مبادرة الشعب إلى انتزاع حقه في وضع دستور يحقق مصالحه من غير أن ينتظر من يَمُنُّ عليه بدستور ممنوح يكرس الاستبداد ولا ينتج إلا الفساد.
ولم تخلُ المسيرة من حضور بعض عناصر "البلطجية" المحسوبة على "الجهات الرسمية" التي أرادت التشويش على المسيرة أو استهداف بعض الرموز الداعمة لحركة 20 فبراير، فقد تعرض الفنان المغربي الساخر "أحمد السنوسي" لمحاولة اعتداء بالسلاح الأبيض وتهديده إن هو واصل دعمه الفني والنضالي لمطالب الشعب المغربي في الانعتاق والحرية، وأكد السنوسي لموقع الجماعة نت بأن هذا الاعتداء الجديد يأتي ضمن سلسلة من التهديدات التي تعرض لها منذ انطلاق حركة 20 فبراير.
وقال بأنهم إن أرادوا تخويفه، ومجموعة من الفنانين المشتغلين ضمن تجمع "فنانون من أجل 20 فبراير"، فهم واهمون لأنه لن يقدم حياته على حساب حياة بقية الشعب. وقد كان تعرض الفنان المبدع رشيد غلام بدوره لسلسلة من التضييقات والاعتداءات من جهات أمنية، كان آخرها السطو على كل تجهيزات الأستوديو الذي يعمل فيه، كما قامت بالسطو على باقي أغاني ألبوم "عليو الصوت" التي كانت معدة للإصدار.
وعن المسيرة قال الفنان السنوسي"القمع والاحتقار والاختطاف وسرقة أرزاقهم وثرواتهم استمر أكثر من نصف قرن في هذا البلد، لذلك خرج المغاربة بشبابهم وشاباتهم وبجميع شرائحهم ليطالبوا بحريتهم، وتجاوزوا منطق انتظار المن ومنح بعض الفتات من قبل السلطة لتلتف على مطالبهم الحقيقية والعميقة والمشروعة" ، وأضاف "ومن تم قرر المغاربة انتزاع حقوقهم بإسقاط الاستبداد وإنهاء الفساد" ، فالخروج إلى الشارع سيتمر والقمع مستمر والإعلام المخزني الذي يزيف الحقائق مستمر، فالخطب والوعود هي فقط لربح الوقت، كل مغربي يحمل في نفسه بركانا صغيرا وهذه البراكين ستلتحم وتحدث تسونامي وبركانا شعبيا كبيرا لا يمكن قياسه بمقياس ريختر ولا بمقياس السلطة "بطبيعة الحال الشعوب ستنتصر في النهاية والخزي والعار للديكتاتور" .
بدوره الأستاذ عبد الصمد فتحي، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، وتعليقا منه على هذا اليوم المشهود قال في تصريحات صحفية لمجموعة من المنابر الإعلامية: "الشعب المغربي يخرج ليطالب بحقوقه السياسية والاجتماعية المشروعة ولا شيء سيوقفه عن إتمام مسيرته التغييرية، فلا "الإصلاحات الجزئية" يمكن للنظام أن يلتف بها على وعي الشعب المتنامي، ولا القمع والتخويف يمكنه تكميم الأفواه، ولو كانت كذلك لأسكت القذافي صوت ليبيا وعلي صوت اليمن..." ، وأضاف "أمام الحكام حل من اثنين إما أن يستجيبوا كلية لمطالب الشعوب المشروعة وإما أن يرحلوا" .
يذكر أن الشارع المغربي لم يهدأ عن الاحتجاج منذ انطلاق حركته التغييرية في 20 فبراير الماضي، بل ويسجل تصاعد المد الاحتجاجي كما ونوعا، حيث ننزلت حوالي مائة مدينة مغربية، الأحد 24 أبريل، إلى شوارع المغرب للمطالبة بحقها المشروع في التقرير السياسي والكرامة الاجتماعية.
عن موقع aljamaa.net
2011/04/24