لما أراد ظهور النور خالقنا ** أفاض من نوره منا على الأمم
فكان ذا النور خير الخلق سيدنا * محمد من أتى بالهدى و الحكم
وفي الربيع بدت أنوار طلعته ** يا مرحبا بربيع جاء بالنعم
اّياته بزغت في يوم مولده ** والكون في فرح بالأنس مبتسم
وشاخصا طرفه نحو السماء ** غدا لله مبتهلا بالعز والكرم
وطاهرا ونظيفا جاء مختتنا ** تلك السعادة من بدء و مختم
وانشق ايوان كسري من جلالته ** و غاص ماء وحار الجن في السدم
الكون في مرح و الأنس في فرح * و الوحش و الأسماك في نغم
والجن قد منعت عن الصعود الى ** أعلى السموات وافى الشهب بالرجم
والشام قد ظهرت بالنور بارزة ** ضاءت قصورهم في السهل و الأكم
حيث استنارت رحاب المصطفى شرفا * من زمزم فحطيم بل و ملتزم
والزهرات تدلت عند مظهره ** حتى اّستنارت جميع الأفق بالحرم
والله ما حملت أنثى و لا ولدت ** كمثل خير البرية الطيب العلم
اذ ذاك دعوة ابراهيم حين دعا ** كذا بشارة عيسى الملهم الفهم
هذا دليل على اظهار ملته ** من سرأسرار ما في الغيب من عظم
مولاي صلي و سلم دائما أبدا * على حبيبك خير الخلق كلهم

*الفصل الخامس في مولده صلى الله عليه وسلم من ديوان عبير الوردة على نهج البردة