بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ان انقل الخبر اود تقديم خلفية للتذكير فقط فهل تذكرون الضجة عن تفتيش وزير الخارجية المغربي في فرنسا ؟؟؟ ماذا عن تفتيش وزير الخارجية الامريكي في القاهرة قبل الدخول على الرئيس المصري ؟؟؟ لم يفعلها أحد إلا السيسي و تعددت القضايا و الأحداث بعد ذلك من اعتذار الرئيس المصري عن زيارة الولايات المتحدة الامريكية لاول مرة في تاريخ العلاقات المصرية الامريكية ورفض الإنضمام للحلف الامريكي على داعش و غيرها من القضايا التي عبرت فيها مصر عن استقلالية لم تعرفها مصر منذ الراحل جمال عبد الناصر
و الحدث الجديد هو ترحيل ثلاثة دبلوماسيين امريكيين من مصر بعد محاولتم الدخول إلى مصر عبر طائرة قادمة من إثيوبيا من دون تأشيرات و عندما أخطرت وزارة الداخلية بالحادثة أكد المسؤولون المصريون على موظفي المطار بتطبيق القانون بحذافيره و طرد الدبلوماسيين الامريكيين
لماذا حاول الدبلوماسيون الامريكيون الدخول إلى بلد عربي من دون تأشيرة ؟؟؟ لانهم اعتادو على معاملتهم كالامراء و الملوك خصوصا في ازمنة الرؤساء المصريين السابقين حيث كان الامن المصري في الغالب يعفيهم من تطبيق القوانين عليهم و كانهم فوق القانون
لكن ليس على عهد السيسي و لن يحدث ابدا من هنا فصاعدا ما دام هذا الرئيس على راس مصر و السبب هو لان الرئيس المصري تلقى معلومات تأكدت منها المخابرت المصرية عن قرار الأمريكيين باغتياله مباشرة بعد الإنقلاب و لحد الآن و رغم تكرار الإهانات المصرية للمسؤولين لأمريكيين و رغم ان مصر السيسي خرقت كل المحرمات الأمريكية و كل الخطوط الحمر الأمريكية لم تجرؤ امريكا على قطع معوناتها لمصر و التي كانت تلوح بها في وجه مصر كلما حطت ذبابة مصرية على وجه العلاقات المصرية الامريكية بل و اكثر من ذلك سرعت امريكا من تسليم الاسلحة الامريكية لمصر بينما كانت في الازمنة السابقة تماطل المصريين بعد عقود من الزمن حتى تتحول تلك الأسلحة إلى خردة غير صالحة للإستعمال او تتحول إلى معدات متقادمة تجاوزها الزمن يعني ان مصر بسياستها الإستقلالية اجبرت أمريكا على تحسين سلوكها بدل استهتارها و احتقارها للمصريين مقابل التبعية اللامشروطة للحكومات المصرية السابقة
فلماذا هذا الإحترام المفاجئ من الأمريكيين للدولة المصرية ؟؟؟ إنه الخوف من ان تتحول مصر إلى المعسكر الروسي إن افضل وسيلة للضغط على امريكا و بريطانيا و فرنسا و الكيان الصهيوني هو الإلتحاق بالمعسكر الروسي عندها فقط ستكتسب احترام الاقوياء و احترام الشعوب المستقلة ان الحلف الروسي الصيني يعامل بقية الشعوب بكل استقلالية و بندية و باحترام و يحرصون على تطوير اقتصاديات بعضهم و تكنولوجيات بعضهم و تسليح بعضهم البعض بدل التبعية و الإحتقار الغربي لشعوب العربية و الإسلامية