Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
مؤتمر أنابوليس: جعجعة بلا طحن
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مؤتمر أنابوليس: جعجعة بلا طحن

  1. #1
    واحد من الناس الصورة الرمزية abdelkader
    تاريخ التسجيل
    30-11-2006
    الدولة
    الدار البيضاء
    العمر
    40
    المشاركات
    5,449

    مؤتمر أنابوليس: جعجعة بلا طحن


    بقلم: عمر احرشان


    ينعقد ابتداء من يوم الثلاثاء 27 نونبر 2007 بمدينة أنابوليس مؤتمر الخريف تحت إشراف أمريكي، وبرعاية خاصة من جورج بوش، وبمشاركة أكثر من خمسين دولة ومؤسسة دولية بهدف، كما هو في الظاهر، تسريع وتيرة التفاوض بين العرب و"إسرائيل" لوضع حد لنزاع دام طويلا ولا تبدو ملامح حل له في القريب العاجل.
    فكرة المؤتمر من إيحاء جورج بوش الذي شارفت ولايته الثانية على الانتهاء ويرغب في مبادرة، كيفما كانت، لإيقاف حملة العداء له ولفريقه، وتحسين صورته التي تتآكل يوما بعد يوم، وتبييض صفحة ولايته السوداء التي ملأها دمارا وحروبا وتقتيلا وتدخلا في شؤون الدول بمبررات واهية أو بدون مبررات أحيانا، ولذلك فهو حريص على عقد هذا المؤتمر مهما كان الثمن والنتائج، حتى صار واضحا في بعض لحظات الإعداد أن انعقاد المؤتمر نجاح في حد ذاته وخاصة إذا رافق ذلك حضور وازن، ومن هنا يفهم السر وراء إصرار الأمريكان على مشاركة عربية وازنة وترحيبهم بمشاركة سوريا؛ أما عدم انعقاده فهو ضربة أخرى لسياسة بوش وفريقه وانتكاسة جديدة تضاف إلى مسلسل الإخفاقات التي منيت بها إدارة المحافظين الجدد في العديد من الملفات والمناطق. ولذلك بدأت الفكرة بجعله مؤتمرا للتفاوض حول قضايا الوضع النهائي، أي الحدود والمستوطنات والجدار والقدس واللاجئون والمياه والأمن، ومقدمة لسلام شامل في المنطقة يشمل المسارات كلها بما في ذلك المسارين السوري واللبناني، وانتهت، أمام تعثر الوصول إلى ذلك، إلى جعله مناسبة لإطلاق عملية تفاوضية بعد انتهائه ولذلك سيكون، حسب المتحمسين للمشاركة فيه خطوة مهمة خاصة أن مسيرة السلام تعطلت منذ سبع سنوات.
    رغم مضي أزيد من سبعين ساعة في التفاوض ورغم المحاولات الأمريكية للتقريب بين الطرفين فشل الفلسطينيون والإسرائيليون في التوصل إلى اتفاق حول صياغة وثيقة مشتركة قبيل المؤتمر حيث اتضح مدى التعنت الإسرائيلي وضعف الموقف الأمريكي الذي لا يملك القدرة للضغط عليهم سيما والولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على انتخابات رئاسية في المستقبل القريب وبوش وأعوانه أدرى من غيرهم بإمكانيات الضغط التي يملكها اللوبي الصهيوني، وهذا شكل أكبر مؤشر على سقف النتائج التي يمكن تحصيلها وهي لن تعدو، في أحسن الحالات، أن تكون لحظة لامتصاص الغضب والتقاط الصور وتبادل التحايا والمجاملات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
    العرب من جهتهم قرروا المشاركة بتمثيل وازن بعد طول تردد وانتظار، وبعد مشاورات واجتماعات. وكما جرت العادة فيما سبق من مؤتمرات تبرر كل دولة هرولتها لإرضاء الأمريكان بما يحفظ ماء وجهها، فالسعودية تشارك على مضض حتى لا تقسم الصف العربي رغم تحفظاتها على المؤتمر!!
    وسوريا تشارك رغم غياب تصريح رسمي بإدراج قضية الجولان ضمن جدول أعمال المؤتمر، وعمرو موسى يعد بأنه سيذهب ليدافع عن حقوق الفلسطينيين وليس من أجل تطبيع مجاني، ومصر والأردن أعفيا نفسيهما من تقديم مبررات، والمغرب غائب بالمرة امتثالا لشعار "تازة قبل غزة" وباقي الدول لا تخرج عن هذه القاعدة: تشارك طوعا أو كرها، اقتنعت أم لم تقتنع.
    السلطة الفلسطينية التي ترفض الحوار مع حماس وتشترط لذلك شروطا تعجيزية رغم معرفتها المسبقة بالنتائج الوخيمة لذلك على البلاد والعباد. هذه السلطة قررت هي الأخرى المشاركة رغم رفض الإسرائيليين التوقيع مع "أبو مازن" على وثيقة مشتركة كأرضية للمفاوضات المرتقبة.
    بقي الإسرائيليون، وهم، على كل حال، المستفيد الأول والأخير من هذا المؤتمر، مستفيدون لأنهم لم يقدموا أية تنازلات، ولأنهم سيجالسون كل الدول العربية بدون مقابل، وربما يحظون بمصافحة الجميع أمام عدسات الكاميرا هذه المرة، ومستفيدون لأنهم رفعوا سقف مطالبهم حين أصروا على يهودية دولة "إسرائيل" مع ما يعني ذلك من إلغاء لحق العودة وتنكر لتاريخ فلسطين وطمس لهويتها وسكانها، ومستفيدون لأنهم لا يلبثون يؤكدون بأن مؤتمر أنابوليس ليس نهاية المطاف وليس حلا ولكنه بداية مسار، ومستفيدون لأنه لا يبدو في الأفق أنهم سيقدمون أي تنازل حفاظا على وحدة الجبهة الداخلية وعلى الائتلاف الحكومي القابل للانشطار في أي لحظة.
    ظاهريا تقدم الإدارة الأمريكية هذا المؤتمر بأنه مناسبة لإطلاق عهد جديد من المفاوضات تفضي إلى معاهدة سلام دائم وشامل وعادل، وتسرب بين الفينة والأخرى أخبارا وتصريحات مشجعة ولكن بدون آليات متابعة ولا ضمانات وهذا ما يبرز عدم جديتها وعدم حياديتها.
    أما واقع الأمر فيؤكد بأن مؤتمر أنابوليس يدشن لمرحلة جديدة قوامها التطبيع الشامل والمجاني مع كيان غاصب استباح أرض فلسطين وذبح العباد ودمر البلاد، وهو بهذا يشكل خطرا على القضية الفلسطينية وعلى مشروع المقاومة وعلى الأمة الإسلامية ومناعتها لأنه سوسة تنخر جسمها وتمزق أوصالها. ولهذا لا يمكن الاطمئنان له ولا للجهة الداعية لعقده، ولا للمشاركين فيه، ولا للقرارات التي يمكن أن تصدر عنه.
    وما يؤكد ذلك غياب اتفاق على مرجعية التفاوض، وكذا جدولة زمنية لمراحل التفاوض، وسقف زمني لنهايته، وعدم توضيح للهدف منه، وإن كان جورج بوش يصرح بين الفينة والأخرى بحل إقامة دولتين ولكنه لم يقدم مقابل هذا التصريح أفكارا تفصيلية ومقترحات عملية، كما يؤكد ذلك إدراج كل مسارات التسوية بشكل غامض ضمن جدول العمل سواء المسار السوري أو اللبناني أو الفلسطيني نزولا عند رغبة العرب.
    ستتحرك الولايات المتحدة الأمريكية في اللحظات الأخيرة قبيل المؤتمر للبحث عن حد أدنى من التوافق يحفظ لها ماء الوجه، وستصطدم بالتعنت الإسرائيلي والتردد العربي والإلحاح الفلسطيني. سينخفض حينها سقف التوقعات لأن ما سيصدر عن المؤتمر رهين بما هُيئ له، ولأن المؤتمر ليس هدفا في حد ذاته ولكنه وسيلة لا قيمة لها إن لم تُرفق بمرجعية ضابطة وأهداف موجِّهة وآليات متابعة وجدولة زمنية ومؤسسات راعية نزيهة ومحايدة. سيكتشف الجميع أن المسافة ما تزال بعيدة عن السلام الشامل أو ربما ليست هذه هي الطريق.
    بسبب كل ما سبق لا خير يرجى من مؤتمر أنابوليس، وكل تسوية ستتم فيه ستكون لصالح الإسرائيلي على حساب العرب والفلسطينيين بحكم ضعف العرب وانحياز الولايات المتحدة الأمريكية الدائم للكيان الصهيوني، وحتى إن لم تحصل أية تسوية، وهذا هو الراجح، فالرابح سيكون هو الكيان الصهيوني الذي سيقوي جبهته الداخلية التي عرفت تصدعا كبيرا بعد حرب تموز التي هزم فيها شر هزيمة، والرابح سيكون هو الولايات المتحدة الأمريكية التي ستحسن نسبيا صورتها أمام العالم.
    أما الفلسطينيون والعرب فلن يربحوا شيئا سوى التقاط صور تذكارية يضيفونها إلى أرشيف ألبوماتهم وربما عقد صفقات خاصة على حساب القضية الفلسطينية. ومؤتمر أنابوليس يشكل بهذا الصدد حلقة تآمرية أخرى على فلسطين.
    سيفشل مؤتمر أنابوليس لأنه ولد ميتا، ولأن منظميه ليس في نيتهم تحقيق سلام عادل ودائم وشامل، وسيضاف إلى عشرات المؤتمرات والمعاهدات، أوسلو ومدريد وكامب ديفيد وخارطة الطريق...، التي عقدت ولم تزد الوضع في المنطقة إلا تفاقما، حيث تزداد وحشية الإسرائيليين بعد كل مؤتمر سواء في قتل الفلسطينيين أو في التوسع الاستيطاني أو استباحة الضفة وغزة.
    وسيكتشف المهرولون نحو التطبيع ومتوسلو السلام أن المقاومة هي الحل، وأنها وحدها القادرة على استرجاع الحقوق وإنهاء الاحتلال والحفاظ على مناعة الأمة، والأكيد أنهم لن يتعظوا من ذلك ليس لأنهم لا يعرفون، ولكن لأنهم لا يقدرون، فهم موجودون على عروشهم بفضل الأمريكان، وصعب على العبد أن يعصي أوامر سيده فأحرى أن يتمرد عليه.
    لا خير يرجى من هذه الأنظمة الجاثمة على صدورنا والمعطلة لطاقاتنا والمتآمرة على كياننا. ونقطة البداية في تحرير فلسطين وتحصين خيار المقاومة هو القطع معها لأنها أساس المشكل. من هنا البداية.

    تاريخ النشر : 27/11/2007
    أيها الشباب :

    إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها ، وتوفر الإخلاص في سبيلها ، وازدادت الحماسة لها ، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها . وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة : الإيمان، والإخلاص ، والحماسة ، والعمل من خصائص الشباب . لان أساس الإيمان القلب الذكي ، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي ، وأساس الحماسة الشعور القوي ، وأساس العمل العزم الفتي ، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هنا كان الشباب قديما و حديثا في كل أمة عماد نهضتها ، وفي كل نهضة سر قوتها ، وفي كل فكرة حامل رايتها

  2. #2
    الصورة الرمزية الأسد الجريح
    تاريخ التسجيل
    01-04-2007
    الدولة
    المغرب الأقصى
    العمر
    41
    المشاركات
    741

    مشاركة: مؤتمر أنابوليس: جعجعة بلا طحن

    مشكور أخي الكريم على الموضوع

المواضيع المتشابهه

  1. جعجعة حاكم ....جرأته على الله وحلم الله عليه
    بواسطة ريحانة الاسلام في المنتدى قسم الأخبار
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-02-2010, 20:16
  2. قالوا قبل (أنابوليس)
    بواسطة faou_ihssan في المنتدى قسم الأخبار
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-12-2007, 16:17
  3. قالوا أثناء أنابوليس!
    بواسطة faou_ihssan في المنتدى قسم الأخبار
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-12-2007, 16:15
  4. المغرب في أنابوليس
    بواسطة faou_ihssan في المنتدى قسم الأخبار
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-11-2007, 20:30
  5. أريد أبي يا أنابوليس
    بواسطة krit01 في المنتدى المنتدى المفتوح
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-11-2007, 15:58

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
تابعنا
منتديات الرفيع
ثقافية ترفيهية تهتم بكل ما هو جديد ومفيد.
www.alrafi3.com/forum
موقع الرفيع
جديد الأناشيد والأغاني الإسلامية
www.alrafi3.com/anachide