[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
وعليك بكظم الغيظ، فإنه دليل على سعة الصدر. فإنك إذا كظمت غيظك: أرضيت الرحمن، وأسخطت الشيطان وقمعت نفسك وردعتها، حيث لم تنتصر لها، وأدخلت السرور على قلب من كظمت غيظك عنه، ولم تجازه بفعله. وكان ذلك سبباً فى رجوعه إلى الحق وإنصافه وإقراره بالجفاء عليك والتعدى. وربما كان ندم على ما وقع منه.فعليك بواقع القبول، فتخلق بذلك.
ثم الفائدة الكبرى، والفضيلة العظمى: إنك إذا كظمت عن من فعل ذلك الغضب: جازاك الله تعالى على فعلك.
فأى فائدة أتم من عفوك عن أخيك وتحمل أذاه، وكظم غيظك ؟ وما أراد الحق أن تفعله مع عبد، فقد أراد أن يفعله معك بعينه.
فاجتهد فى هذه الصفات، فإنها تورث المودة فى قلوب الناس، فإن النبى صلى الله على آله وصحبه وسلم قد أمرنا بالتودد والتحابب، وهذا من أعلى أسباب تؤدى إلى المحبة.

وعليك بلزوم الذكر والاستغفار، إن كان عقيب ذنب محاه وأزاله، وإن كان عقيب طاعة وإحسان، فنور على نور، وسرور على سرور، فإن الذكر أجمع للهم، وأصفى للخاطر.
فإن سئمت فانتقل إلى تلاوة كتاب الله مرتلاً بتدبر وتفكر وتعظيم وتنزيه، وسؤال عند آية السؤال، وخوف وتضرع عند آية خوف، ووعيد واعتبار، فإن القرءان لا يسأم قارؤه، لاختلاف المعاني في