[frame="13 75"]أول سنة صوم
1-7-2014 11:11 am

بقلم: أ. سمية صايمة- رئيس قسم التعليم الأساسي بالجامعة الإسلامية
يترقب العالم الإسلامي قدوم ضيف عزيز يستغرق انتظاره شهوراً عديدة، يشترك فيه الصغار والكبار، وجميعنا يعلم خصوصية شهر رمضان المبارك، وأهمية ألا يغادرنا إلا وقد ازددنا فيه من الله قرباً، وعن المعاصي بعداً، وإن مسئولية المربين (الآباء – والأمهات ) مضاعفة في شهر الصوم والتضحيات؛ لأن مسؤليتهم لا تقتصر على ذواتهم فقط بل تتعدى ذلك إلى من يرعونهم من الأبناء، ولا خلاف لدينا بوجوب أمر الصبية الذين وصلوا مرحلة البلوغ بالصوم، ولكننا سنركز في هذه الوقفة على موضوع فيه بعض الاختلاف وتباين وجهات النظر..
وهو: ما موقف المربين في التعامل مع الصغار دون سن البلوغ في أول سنة صيام؟
وقبل أن نبدأ بالاجابة عن السؤال يجب أن نعلم جيداً الحكم الشرعي بأن صوم الصبي دون سن البلوغ ليس واجباً، ولكن على ولي الأمر أن يأمره بالصوم ليعتاده، وفي هذه الحالة يكون الصوم له سنة يؤجر عليها، وليس عليه وزر إذا تركه.
إذًا الأمر الشرعي واضح، ولكن مبادئ التربية تؤكد أن الإنسان لا بدّ أن يتهيأ ويتمرن على الأمور الصعبة كي يألفها وتصبح بالتالي عادة يعتادها، وتشكل جزءاً من برنامجه الشخصي لا يستغني عنه، ومن هذا المنطلق يجب أن يتهيأ الصغير للصوم قبل سنوات البلوغ، ويتم ذلك باعتبار العوامل التالية:
- مراعاة التوقيت الزمني لشهر رمضان المبارك، فكما نعلم فإن شهر الصيام قد يأتي في فصل الشتاء وتكون عدد ساعات الصيام محدودة والأجواء باردة وهذا بالطبع أقل ارهاقاً من الأجواء الحارة في فصل الصيف، علاوة على الساعات الأطول لفترة الصيام.
- مراعاة صحة الطفل، ولعلنا نركز على الوضع الصحي للطفل أكثر من العمر الزمني له، لأن بعض الأطفال يتحمل الصوم بغض النظر عن عمره، ويمكن الحكم على الوضع الصحي للطفل من خلال بنيته القوية ونشاطه وخلوّه من الأمراض الواضح خطرها، ويعرف العلماء بداية الصيام بالمصطلح (إطاقة الصيام) أي تحمله، وهذا يختلف من طفل لآخر، ولكن إذا تبين لأولياء الأمور وجود خطر حقيقي يهدد صحة الطفل فيجب إقناعه بتناول الطعام، وتعويض الصيام في وقت آخر.
- أما في حالة اقتناع الوالدين بواقعية الصيام للطفل الصغير؛ فيجب عليهما استثمار هذا الموقف جيداً، لأن عبادة الصيام غراس إيجابي مهم، يؤدي لبناء شخصية قوية وملتزمة ومستقيمة، ولاستثمار رغبة الصغار بالصيام، يعمل المربون على تعميق المعاني الرائعة المرتبطة بالصيام في نفوس الأطفال، من تضحية وصبر، وتذكيرهم بما ينتظرهم من أجر عظيم عند الله يوم القيامة جزاء صبرهم وصومهم.
- إن هذا الشهر كما نعلم فرصة ثمينة للتغير والبناء، وإن الأطفال الصغار يقبلون على الصوم برغبة جافة، ولكن الصوم لا يقتصر على الصورة الظاهرة بالامتناع عن الطعام والشراب ساعات طويلة، بل هناك الكثير من الأعمال الصالحة تقترن بالصوم وتدعم دوره في عملية البناء، وهذا يستدعي من المربين إعداد جدول يومي للطفل يمارس فيه الصلاة وقراءة المأثورات وصلة الرحم.
- وأخيرًا نذكر بالوسائل التربوية الإيجابية التي كان يتبعها آباؤنا وأجدادنا، وهي التدرج في الصوم من جزء من اليوم إلى نصف اليوم.. ثم يوم كامل، ومن ناحية أخرى الاحتفال بالطفل الصائم، ومنحه امتيازات خاصة ومكآفات.[/frame]