بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، عن رسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويهِ عن ربه تبارك وتعالى قال : (( إنَّ الله كَتَبَ الحسنات والسيئات ، ثم بَيَّنَ ذلك ، فَمَنْ هَمَّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى لهُ عندهُ حسنةً كاملةً ، وإن هَمَّ بها فعملها ، كتبها الله عَشْرَ حسناتٍ ، إلى سبعِ مِئَةِ ضِعْفٍ ، إلى أضعاف كثيرةٍ . ومَنْ هَمَّ بسيئةٍ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنةً كاملةً ، فإن هُوَ هَمَّ بها فَعَمِلَهَا كتبها اللهُ سيئةً واحدةً )) متفق عليه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ((فَمَنْ هَمَّ)) الهَمَّ : إرادة قصد الفعل . تقول : هممت بكذا ، أي قصدته بهمتي ، وهو فوق مجرد خطورة الشيء بالقلب .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ((فإن هُوَ هَمَّ بها فَعَمِلَهَا كتبها اللهُ سيئةً واحدةً )) وهذا من فضل الله ورحمته على عباده . وقد جاء باللفظ بأصرح من ذلك عند مسلم (129/205) ، وفيه : (( قالت الملائكة ، رب ذاك عبدُك يريد أن يعمل سيئة - وهو أبصر به - فقال : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ، وإن تركها ، فاكتبوها له حسنة ، إنما تركها من جراي )) أي من أجلي وخوفاً مني .
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى : فمن حُرِمَ هذه السعة ، وفاته هذا الفضل ، وكثرت سيئاته حتى غلبت - مع أنها أفراد حسناته - مع انها متضاعفة ، فهو الهالك المحروم . والله أعلم