بسم الله الرحمن الرحيم

اقدم للإخوة مقالا للثورجي فيصل القاسم و الذي في الحقيقة بدأ يعترف بواقع ما يسمى الثورات لكنه لا يزال يكابر و لا يريد ان يعترف بأخطائه و إن اعترف ضمنيا بنهاية الثورات و بأنها مؤامرات و بأن الثوار ما هم إلا ثيران هائجة في محلات للبلور و الحقيقة انني فوجئت لأنه اكتشف أخطائه منذ سنة تقريبا و معه كثيرون من الثورجيين و المفاجأة حقا هو انني كنت انتظر ان تستغرق استفاقتهم وقتا طويلا ربما عقودا من الزمن و ليس بضع سنوات و السبب في سرعة استفاقتهم بعد خراب مالطا هو التطابق بين الثورات اليوم و ما سمي الثورة العربية الكبرى 1916 و التي أدت إلى سايكس بيكو و الآن ياتي الغرب ليعيد التقسيم ليهئ العالم العربي للمزيد من الشرذمة و ليقطع اواصره العربية و الإسلامية و يقطع علاقات إيران بالعالم العربي خصوصا سوريا و لبنان و من ثم يتم محاصرة روسيا و الصين أيضا الآن داخل سوريا توجد عشرات الإمارات اشبه بإمارات الطوائف في الاندلس المنهزم و الإمارات التي هزمها الصيلبيون عند احتلال القدس و السبب في انهزام هذه الطوائف ليس فقط لتشرذمها و لكن لانها فقدت البوصلة الإسلامية ورفعت شعار الشيطان في قلوبها و سرها بينما كانت ترفع شعارالتوحيد في الظاهر و العلن هذا الشعار هو اننا مستعدون لأن نتحاف مع الشيطان لهزمة عدونا المسلم ففجأة و كانه بفضل هذه التعويذة السحرية الشيطانية يتحول السملم إلأى عدو و يتحول العدو الصهيوني في ايامنا هذه او الصليبي في القرون الوسطى إلى صديق و حليف و من طبيعة الحال يجد هاؤلاء الهمج المئات من الأعذار لتبرير انهزاميتهم و خيانتهم و غدرهم بأمتم حتى إذا وقع الفأس في الرأس تحولت إلى سراب و انكشف المستور

إليكم مقال فيصل القاسم






د. فيصل القاسم
السّورنة تتفوق على الصّوملة!

الأحد 24-08-2014 01:04

وصلتني رسالة غاضبة من أخ صومالي يقول فيها: ألا تخجل عندما تستهزئ، وتقول مثل هذه الألفاظ، وتكررها يوماً بعد يوم في حلقات برنامج "الاتجاه المعاكس"، والآن في منشوراتك؟ عيب عليك أن تقول "صوملة" وأنت سوري. وضع الصومال حالياً أحسن بكثير من وضع بلدك السوري، ولست فرحاً بما يحدث في سوريا، لكن أقول لك: استخدم "سّورنة" بدلاً من صوملة".
عندما أعدت نشر رسالة الأخ أعلاه على صفحاتي في مواقع التواصل تفاعل معها كثيرون، وأيدوا صاحبها. ولا شك أنهم محقون. فللأسف الشديد لم تعد "الصوملة" المثال الأسوأ للدولة الفاشلة، فقد لحقت بها دول عربية كثيرة أصبحت في وضع أسوأ بكثير من وضع الصومال. وهذا يقودنا إلى الاستنتاج المؤلم بأن العرب ربما يكونون قادرين على إسقاط الأنظمة والطواغيت، لكنهم غير قادرين على استبدالهم بنماذج أفضل، لكن ليس فقط بسبب قلة حيلتهم وصراعهم الأعمى على السلطة على الطريقتين الأفغانية والصومالية، بل لأن ضباع العالم لا يريدون لنا أن ننتقل أصلاً من الطغيان إلى الديمقراطية ودولة المواطنة، هذا إذا لم تكن كل ثوراتنا مجرد بروفات لمشاريع دولية كبرى لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
ألم يكن البعض على حق عندما وصفنا بأننا كالعنزة الرعناء التي تحلب حليباً لذيذاً جداً، لكنها سرعان ما تدلقه على الأرض بحركاتها الطائشة؟ لاحظوا كيف نجح أعداء الداخل والخارج في حرف الثورات عن مسارها وتحويلها إلى وبال على شعوب البلدان التي ثارت. لقد حذرنا منذ بداية الثورات من الوقوع في الخطأ الأفغاني القاتل. صحيح أن المجاهدين الأفغان نجحوا في طرد الغازي السوفياتي، وأسقطوا الديكتاتور المحلي نجيب الله، لكنهم بدل أن يبنوا دولة حديثة بعد الانتصار، راحوا يتقاتلون فيما بينهم بتشجيع ودعم من القاصي والداني كي تبقى أفغانستان أرضاً مستباحة بلا دولة وشعباً ممزقاً يستغلها ضباع العالم لتنفيذ مشاريعهم ومآربهم.

لم يتعلم الثوار العرب من التجربة الأفغانية المريرة للأسف، بل راحوا يكررونها بحذافيرها، وربما بشكل أسوأ وأخطر، فبدل أن يتفرغ الثوار الليبيون إلى بناء دولة حديثة على أنقاض اللادولة القذافية، اختلفوا على الغنائم والسلطة، تماماً كما فعل نظراؤهم الأفغان والصوماليون. وقد ساهم الصراع والتنافس الدولي على ليبيا في تعميق الشرخ بين الثوار الليبيين، فتحولت ليبيا إلى صومال أخرى بلا قيادة مركزية، لا بل غدت مهددة بالتقسيم والانهيار.

لقد ظن البعض أننا في المقال السابق الموسوم: "لا بارك الله بثورات تطيح بالدولة"، أننا نترحم على العهود السابقة، وندين الثورات. لا أبداً. معاذ الله. لقد أردنا أن نقول إن إسقاط الطواغيت وأنظمتهم الحقيرة في ليبيا وسوريا واليمن وغيره لا يعني أبداً إسقاط الدولة وتحويل البلاد إلى ساحة حرب بين المتصارعين على السلطة والغنائم. شتان بين ثورة تندلع لإسقاط الديكتاتوريات، وثورات تطيح بالديكتاتوريات والدول والبلاد والعباد؟ من يفعل ذلك ليسوا ثوراً، بل ثيران في محل لبيع الأواني الزجاجية، إن لم نقل مخربين.
الثورات والثوار في أي مكان في العالم ليسوا أناساً وأشياء مقدسة لا يأتيها الباطل لا من خلفها ولا من بين يديها. لا أبداً، بل هي يمكن أن تصيب، ويمكن أن تخطئ خطأً كارثياً. ولهذا لا بد من تصويبها وفضح انحرافاتها، لأن الشعوب لم تثر لاستبدال السرطان بالفالج، بل للانتقال إلى وضع أفضل. لكن للأسف الشديد، على عكس ثورات أوروبا الشرقية التي نجحت في نقل شعوبها من الحكم الشيوعي الطغياني إلى الديمقراطية الحديثة في وقت قياسي، عادت بنا بعض الثورات إلى نقطة الصفر، طبعاً ليس بسبب أخطاء الثوار فقط، بل أيضاً بسبب المؤامرات الداخلية والخارجية التي لا تخطئها عين. فالثورة السورية مثلاً تركها العالم لتتحول إلى محرقة ولأخطر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. ولو قارنا وضع سوريا بالصومال الآن لاكتشفنا أن "السوّرنة" وليس "الصوملة" هي النموذج الأسوأ للدولة ليس الفاشلة فقط، بل لـ "الدولة الكارثة".
أخيراً: هل، يا ترى، نماذج "الصوملة" و"اللبننة" و"العرقنة" و"السوّرنة" و" اللبينة" سببها فشل العرب في إدارة ثوراتهم وتوجيهها في الاتجاه الصحيح كشعوب أوروبا الشرقية، أم إنها النماذج المطلوبة دولياً تمهيداً لإعادة هيكلة عالمنا البائس خدمة لمصالح ضباع العالم وذئابه؟ هل سنكتشف بعد فوات الأوان أنهم نجحوا في استثمار الثورات لإعادة رسم خرائط العالم العربي بعد أن انتهت صلاحية معاهدة "سايكس-بيكو"، وآن الأوان لاستبدالها بتقسيم جديد للمنطقة بعد مرور مائة عام على المعاهدة البريطانية الفرنسية القديمة؟ هل تمر منطقتنا بما مرت بها من قبل عام 1916 أيام ما سُمي وقتها بـ"الثورة العربية الكبرى"، أم إننا، كالعادة، نعيب زماننا والعيب فينا؟