للأسف أن الشعب العراقي ليسوا أصحاب عهد و لا ولاء فهم سبق أن عاهدوا الحسين عليه السلام بالنصرة و لم ينصروه بل قاتلوه و مثلوا في أصحابه و حرقوا خيام حرائره و قبله سفيره مسلم بن عقيل بايعه عشرة آلاف مصلي قد صلوا ورائه في مسجد الكوفة و عند التسليم لم يرى أحد سوى هاني ابن عروة. صحيح أن السيد العبادي هو خلف المالكي و هو نفس الفصيلة و الحزب أي حزب الدعوة الإسلامي و هذا لا يعني أن جميع أعضاء هذا الحزب هم كالمالكي و صحيح أن كل الذين ترأسوا بعباءة

المالكي إلا أن لكل قواعد شواذ فنعتبر السيد العبادي من شواذ القاعدة حيث أنه قد سلب انتباه أغلب العقول و المفكرين و السياسيين، و قد نال تأييدا مطلقا من العالم و العرب و العراقيين بكل طوائفهم إلا أن هذا التأييد يجب أن يمنح بالثقة التامة من قبل شعبه الذي لن يهب ثقته لأي قائد من قبل و لو أخذنا التاريخ و تسلسل الأحداث فهم دائمي الغدر بقياداتهم، و هكذا عملوا في رابع خليفة الإسلام الإمام علي رضي الله عنه، ومنذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا هم تعودوا على القتل و الغدر بقياداتهم و أسيادهم و هكذا المثل المعروف لدى العالمين أو المعروف على نطاق العالم العربي (( أهل العراق أهل الشقاق و النفاق)). فهل يمكن للسيد العبادي أن يغير هذا المثل الذي أطلقه الحجاج على أهل أعرق شعب في العالم، ألا و هو شعب العراق. و في حديثي هذا أريد أن أبين أن السيد العبادي قد أثبت بكل تحركاته أنه أذكى سياسي في العراق، و ما هذه الصيحات و العجعجة حول تقسيم العراق إلا أنها سوى سراب في سراب، الكل يعلم أن العراق خزينته قد سفرها المالكي و الشعب يطلب من السيد العبادي التسليح فمن أين سيكون التسليح و الخزينة؟.لقد قلنا سابقا أفلسها السيد المالكي و أتباعه و قد وضع السيد العبادي معارضيه أمام الاختيارات الثلاث:

الاختيار الأول: الذهاب إلى الدول الشقيقة و الصديقة لطلب التسليح و المال للقادرين على حمل السلاح.

الاختار الثاني: تهجير الذين غير قادرين على حمل السلاح من الشياب و العجائز و الأطفال و المعوقين إلى داخل المدن العراقية الآمنة.

الاختيار الثالث: لجوء الذي ليس لهم غيرة و شرف على أرضهم و عرضهم إلى داعش و هؤلاء هم ضرر على العراق و العملية السياسية إن بقوا متخفين تحت ستار المعارضة الوطنية فقد كشف السيد العبادي عورتهم بعد أن لجئوا إلى ألذ أعداء الإسلام و الأمة العربيةو أن هذه المحاولات و مثل هكذا تفكير يجب أن يثمن و يقدر بأعلى تقدير لأن تكاليفه بالنسبة للمال و الأنفس فهي ضئيلة جدا و ليس هنالك قياس فيما إذا تصرف غير هذا التصرف فهو لن يتصرف رعونة الأرعن و ليس جبن الجبان و ليس هو كما أطلقوا عليه تسمية بعض الذين يحسبون أنفسهم على السياسيين العراقيين (بالإنبطاحي)

فهو لن ينبطح و لن يعرف أهله أو أصدقائه أو عترته أي أصحاب حزبه أنه قد انبطح لأحد في كل مسيرته النضالية و المنبطحون يرون الناس من خلال أنفسهم.

فيما نريد أن نقوله في مقالي هذا أن لا يخضع الشعب للأقاويل بأن أمريكا تستطيع أن تقسم العراق و لا أحد يستطيع أن يقسم العراق إذا لم يريد الشعب، ذلك صحيح أن الشعب قد أخرج أمريكا من الباب و لكنها تحاول أن تدخل من النافذة. فهي لن تتورط لأنها تعرف ماذا يعني الاحتلال بالنسبة للعراقيين.

و الغريب في الأمر أن الذين قاوموا أمريكا وأخرجوها من العراق هم الآن يرتمون في أحضان الكنغرس الأمريكي، و يطلبون برجوع الجيش الأمريكي إلى العراق. فهل ستثق أمريكا بمثل هؤلاء الذين هم لا وعود لهم ولا عهود؟ و لا أظن أن أمريكا بهذه الدرجة من الغباء لتثق بهؤلاء، و هنا قد نال إعجابي بالسيد العبادي حينما أظهر هذه الزمر و هي كالقرود تستنجد بأمريكا بدل الحشد الشعبي الذي حرر لهم تكريت و سيحرر جميع العراق و العراقيين من الطامعين و الفاسدين في هذا البلد. أفليس الأولى لهم أن يستنجدون بالحشد الشعبي الذي هم سبق و أن أسسوه في زمن النظام البائد و كان يمتثل (الجيش الشعبي) بالمرحوم طه الجزراوي كانت قوته لن يقدر عليها أكبر قوى المتكبرين و المستبدين في الأرض فكيف يكون جيش يقوده السيد السيستاني و المراجع العظام. أنا أنصح كل من يحاول أن يصطدم بهذا الجيش الجرار ألا و هو الحشد الشعبي أن لا يفكر أبدا بالتصادم معه أو بلغتنا التحرش به لأنه جيش عقائدي و قوته مستمدة من أهل البيت العترة الأطهار فهو يختلف عن بقية الجيوش و الحشود و هو مثال لحكومة الله في الأرض.

بسم الله الرحمن الرحيم

((ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين))

صدق الله العظيم.



للكاتب شهيد لحسن امباركي في 07/05/2015.