النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: 1.في غلبة السلطان عند الشيخ الأكبر :1.في مدرسة الوجود وعلومها :

  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية عمرسعيدالحسني
    تاريخ التسجيل
    03-09-2011
    المشاركات
    28

    1.في غلبة السلطان عند الشيخ الأكبر :1.في مدرسة الوجود وعلومها :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي و على أزواجه أمهات المؤمنين و على آله و صحبه ، وبعد
    1.في مدرسة الوجود وعلومها :
    يضع العبد قدمه على الطريق ، وفي الطريق المؤدية إلى معرفة ربه تكمن الاستقامة ، و الاستقامة بحسب الشيخ الأكبر شرعة و منهاج و مدرسة و تنزل.وما من عبد سواءا كان كافرا أو مؤمنا لا يحد عن الصراط الذي حد له، وبه بحسب اختياره النجدين أو أحدهما إن صح التعبير تكون عناية العبد و تحققه من تنزله وما يشار إليه ، فإن علم سر وجوده ، كان الوجود كمدرسة له ، فعاين ما عاينه قبله من أهل الطريق ، وتأكد من الوجود الإلهي المطلق ، و أيقن يقينا قطعيا بأخذ سيده لناصيته ، ومامن دابة أو نفس إلا والله آخذ بناصيتها .فمن مشى في غير طريق التي حدها الله له ، حاد عن سواء السبيل ، والكل بالنسبة إلى واحد ، على صراط ما شرع له .
    يكون مسرح الوجود متقابلا في أجزائه ، متضاد في أركانه ، لايستقر على حال ، و لا تتكرر صوره ، وإن بدت للأبصار عكس ذالك، ينفر العقل من هذه الصور لتضادها ، لايفهم وجود السلام مع الحرب ، والشر مع الخير ، والنور مع الظلمة ، والشيطان مع الملائكة ، ورجحان كفة عن كفة. ويظل حائرا حسيرا فيما يراه و يسمع من الأحداث. وفي هذا التنافر المبدع لخلق الله و حكمه الأزلية ، تنشرح الحقائق للقلوب التي تتلقى علومها من الغيب و تجد جوابا لأسئلتها البليدة عن حقيقة الخلق ، و حقيقة الموت ، وحقيقة ما يغيب عن بصرها من عوالم ، وما قد تكون من رتب لعباد الله ، وما يكون في الكون ومسرحه من القلاقل و الآفات.
    المؤمن بالله و رسوله صلى الله عليه وسلم يسلم لأمر هذه الأكوان ، أكوان الحيرة و الشك والريبة ، ويعالجها بالإيمان الذي تخالط بشاشته القلوب.
    هذه هي البداية ، القدم الأولى التي يضعها العبد ، الأيمان مطلق الإيمان ، ثم ما وراء الإيمان أمر آخر ، استعداد لبلوغ سعة القلب ، وهذه السعة لايجد تفصيلها إلا في حديث الولي المشهور الذي رواها البخاري ، وفيه خطوات إجرائية أن فقهها العبد ولج باب المعرفة من بابها ، ثم تفرعت و استولت على سمعه وبصره و يده و رجله ، وبها ينال النسبة إلى الرب ، وعلى منوالها و بدرجاتها نفهم الرتب التي فصلها الشيخ الأكبر في المجلد الثاني من فتوحاته.
    وفي هذا الصراط ، صراط الترقي في التربية و التعليم معا تكون التزكية والتدبر و مراتب التطبيب بمقتضى الشرع ، وبآليات الحكمة المستنبطة من النور الذي يتلقاه القلب بفعل التربية و مباشرة الروح و صقل سرها و طرح عنها كل أغيار الصدأ و الكن و الفصل و العمى و الران، وكلها آفات و قواطع و موانع تمنع العبد من السير إلى الله.
    يتصرف الإنسان في أربع حقائق مترابطة و متباينة بعضها عن بعض ، حقيقة ذاتية ، و حقيقة ربانية ، و حقيقة ملكية ، و حقيقة شيطانية. تلخص ذالك الصراع بين الخير و الشر و الضر و النفع و الرحمة و القهر و الضلالة و الهدى. فحقيقة الإنسن الأولى ذاتية ، مسألة اختياره لأحدى النجدين ، تلقيه الوحي ، اختلاف نشآته العنصرية الذاتية المرتبطة بالأركان الأربع ، طغيان سلطان الأرض عن جذب السماء ، سمو الروح و خموذها ، استمداده للعلم من العقل بمدرك حواسه ، أو من رشحات النور الحكمية الآتية من الغيب ، أم اختياره للغيب و الشهادة كسراج لسيره في السبيل أو الزيغ عنهما .هذه الحقائق الذاتية المتحكمة في إرادة الإنسان بها تقاس كمليته أو مجموعه الخلقي العملي العلمي ، و لامناص من اعتبار أن أول الطرق المؤدية لمعرفة هذه الحقيقة الذاتية ، هو البحث عن نور الذات ومدى اتصالها بخصال النبوة ، و تعلقها بالذات النبوية الممدة للوجود الإنساني بحقيقتها الأصلية النورانية. تنصبغ الذوات النورانية عندما تعانق نورها الذاتي بالإمدادات النبوية ، و بها تنال الرحمة في شمولها لتتعدى وجودها الذاتي لتشمل غيرها من الموجودات ، حتى تعلم الحيتان و الدواب بأمرها ، بل يملأ الملأ الأعلى ذكرها ، ويذكرها الله عنده و يباهي بها ملائكته ، فمامن عبد مشمول برحمة خاصة إلا وكانت عامة تسري في غيره ليحمل عنها الأنواء و الأثقال رحمة من الله و فضل حتى تشمل الرحمة كل شيء ، وتلك الرحمة التي وسعت الخلق بفضل الله و رحمته، و لهذا كان شرط العالم الكامل الذي أنيطت به مقام الدعوة إلى الرسالة النبوية أن يؤمن و يقول بشمول الرحمة ، ومن أنكرها فما شم رائحة النسبة إلى الله و رسوله صلى الله عليه وسلم.
    ومن هذه الحقيقة الذاتية ، تنبثق عند وجود هذا العامل الباعث الذاتي لسلوك السبيل ، الحقيقة الربانية المتمكنة في الإنسان ، فترشح في سره معنى الخلافة و النسبة الربية ، و اصطفاء خاص لعدد محصور من الخلق في دائرة الوظيفة الربية المقرونة بالرتب في الولاية ، و تتسع في شمولها لتشمل كل خلق سني سني رباني ، و تنحصر بمجموعها الكامل في الفرد الكامل المكمل الذي عليه مدار الوجود كله، إذ لابد للخليفة أن يكون على صورة مستخلفه ، وهو كمال الصورة ، و لاتتأتى هته الكملية إلا بالوراثة الكاملة بحسب الشيخ الأكبر قدس الله سره.
    ومنها تندرج المعارف الملكية في حقيقتها الصورية ، أي الحفظ و العصمة و الأمن من كل التباس شيطاني ، فيكون قلب العبد العالم و مايرد فيه هو المعلوم بالضرورة و الأمر العلمي النوراني المحصل فيه.

  2. #2
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    13-06-2013
    المشاركات
    239

    رد: 1.في غلبة السلطان عند الشيخ الأكبر :1.في مدرسة الوجود وعلومها :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أحسنت بالشرح الاخ الكريم عمر
    نفعنا الله بكلام الشيخ الاكبر محي الدين
    بارك الله بكم

المواضيع المتشابهه

  1. في غلبة السلطان عند الشيخ الأكبر قدس الله سره : مقدمة
    بواسطة عمرسعيدالحسني في المنتدى منتدى الإحسان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-09-2012, 18:21
  2. يا علبة البيبسي
    بواسطة المداح في المنتدى سوالف وطرائف الاعضاء
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 24-05-2010, 16:26
  3. السلطان الرجيم ..!!
    بواسطة krit01 في المنتدى منتدى الشعر والخواطر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-04-2010, 12:18
  4. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ...
    بواسطة توفيق في المنتدى منتدى القرءان الكريم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-07-2007, 14:22

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
تابعنا
منتديات الرفيع
ثقافية ترفيهية تهتم بكل ما هو جديد ومفيد.
www.alrafi3.com/forum
موقع الرفيع
جديد الأناشيد والأغاني الإسلامية
www.alrafi3.com/anachide