مقتطف من حوار مع الأستاذ عبد الكريم العلمي: الأنشطة الدعوية في الصيف


قُلۡ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحۡيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ



سؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الصيف شهر تكثر به المعاصي والزلل، ونحن كشباب مسلم نسعى قدر الإمكان للحفاظ على ديننا، لكن طريق المعصية مغر جدا، الشواطئ مفتوحة، بل وكل ميسر فيها.. المقاهي وغيرها.. كيف لنا أن نحمي بيضة ديننا ونصون أنفسنا من الزيغ في هذا الصيف؟ وجزاكم الله خيرا

جواب :

الأستاذ عبد الكريم العلمي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هذا سؤال جوهري وهو في لب الموضوع، فالحفاظ على الدين والحفاظ على صفاء القلب هذا مبتغى الأصل فيه أن يعم كل حياتنا بل أن تكون مراقبتنا لله سبحانه وتعالى وإرادة نقاء سرائرنا دائما أبدا.

ولكن كما جاءت الإشارة من السؤال، فالصيف يقبل فيه الشيطان ـ شيطان الإنس والجن ـ بخيله ورجله لإفساد الرجال والنساء والشباب والشواب، بل الأطفال في السن الطري، والأخ السائل حفظه الله يبحث عن الوسائل التي بها يصون نفسه من الزيغ أمام هذا السيل الجارف من المغريات:

- أول ما أنصح به نفسي والأخ الكريم أن نعد لنهارنا في ليلنا، بمعنى أن نعمل كل ما في وسعنا على النوم الباكر وتجنب السهر من أجل أن يبدأ يومنا البداية التي يرضاها الله وبأن نكون في عهدة الله بخروجنا لبيوت الله لأداء ما فرضه الله: صلاة الصبح في المسجد جماعة. وإن تيسر في هذا الوقت القصير من الليل أن نقوم لأداء ركيعات قبل الفجر فذلك أمثل.

- ثانيا: إن كان من الواجب على من همه ربح حياته واستغلال عمره القصير ليلقى الله وهو عنه راض، أن يجعل في حياته برنامجا في كل أيام السنة فمن باب أولى وأحرى أن يكون هذا البرنامج حاضرا وبدقة في فصل الصيف، بحيث يقسم ليله ونهاره تقسيما يستطيع به أن يشمل

كل مناحي الحياة: حياة المؤمن المقبل على الله، تربويا وعلميا ودعويا.. بحيث يضع أوقاتا للنظر في كتاب الله ولذكر الله وللعبادة الفردية بصفة عامة، وأوقاتا للمطالعة اليومية الكفيلة بتغذية العقل إن كان ما سبق من ذكر وتعبد يغذي القلب، وأوقاتا يروح فيها المؤمن عن جسده ـ وهذا مطلب مهم يعين على كل الأمور الأخرى - بالرياضة وغيرها من وسائل القوة والترفيه.

- ثالثا: إن ما سبق وغيره يصعب على المؤمن في هذا الوقت العصيب أن يعيشه بمفرده فمن هنا وجبت الإشارة بل الإلحاح على ضرورة أن يضع المؤمن يده في يد إخوته للتعاون على أمر الدين والدنيا سواء في ما سبقت الإشارة إليه تربويا أو علميا أو دعويا.

رابط الحوار :
http://www.aljamaa.net/ar/document/6293.shtml