الحجامة ومنافعها الصحية , معلومات قيمة ومفيدة
الحجامة.. مواجهة صعبة مع الطب الحديث
لمع في سماء المحافل الطبّية في الآونة الأخيرة نجم الطب النبوي الأصيل، والذي حقق قبولا كبيرا لدى الكثير من الناس، ونجح نجاحاً بارزا في شفاء العديد من الحالات المرضية المستعصية، والتي وقف الطبّ الحديث عاجزاً أمامها، بعد أن أثبت الطب الحديث والدراسات العلمية في دول مختلفة من العالم فعاليتها ونتائجها المُذهلة في الوقاية وعلاج العديد من الأمراض الخطيرة في العالم. وتُعدّ الحجامة أبرز هذه العلاجات الناجحة التي اهتم الأطباء بها إحياءً لسُنة النبي (صلى الله عليه وسلم) كطريقة وقائية وعلاجية، حيث ورد ذكرها في أكثر من ستين حديث نبوي صحيح، فقد احتجم النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمر بها، وأصبحت الحجامة منذ ذلك الوقت تتربّع عرش الطب النبوي إلى يومنا هذا.
وعلى الرغم أن الكثير من المرضى الذين يعانون من الأمراض المختلفة كالروماتيزام وارتفاع ضغط الدّم والكلسترول والفشل الكُلوي والسكري وآلام الظهر والصداع وغيرها من الأمراض يلجأون في كثير من الأحيان إلى علاج تلك الأمراض طبيا باستخدام الدّواء الكيميائي والعقاقير الطبيّة، وقد لا يجدون علاجا شافيا لمُعاناتهم المرضية الطويلة، ويغفلون أهمية هذا العلاج النبوي، والذي جاء الطب الحديث ليثبت فعاليته في استئصال معظم الأمراض المستعصية. وتكمن مخاوف كثير من الناس من الآثار الجانبية التي قد تُسببها الحجامة، إلا أن الكثير من الأطباء أثبت أن هذا العلاج لا يترك أي آثار جانبية على الإطلاق، إذا ما تم استخدامه بطُرق علمية صحيحة وسليمة.
هنا نستعرضت أبرز الحالات المرضية التي عالجتها الحجامة والأمراض التي بالإمكان علاجها، بالإضافة إلى الشروط والقواعد التي يجب توفّرها للقيام بهذا العلاج.
ونتناولت آراء اختصاصيين في مجال الطب الحديث لمعرفة ما إذا كانت هناك آثار جانبية من الممكن أن تسببها الحجامة على المدى القريب أو البعيد، ورأي الطب الحديث بهذا العلاج النبوي.
ما هي الحجامة؟
- الحجامة هي: عملية إخراج الدّم من مواضع محددة -بيّنتها السُنة المطهّرة- على الجسم، وذلك بإحداث جروح سطحية (خدوش) على الجلد، وجمع الدّم في المحجم.
حيث يؤكد الأطباء أن الدّم الفاسد في جسم الإنسان يتوقّف نموه في السّنة 22 من العُمر، ممّا يجعله يركد في أركد منطقة فيها ألا وهي الظهر، ومع تقدّم العُمر تسبب هذه التراكمات عرقلة عامة لسريان الدّم العمومي في الجسم، ممّا يؤدي إلى ما يشبه الشلل في عمل كريات الدّم الفتية، وبالتالي يصبح الجسم ضعيفا وعُرضة لمختلف الأمراض.
فإذا احتجم عاد الدّم إلى نصابه وذهب الفاسد منه وزال الضغط عن الجسم، فاندفع الدّم النّقي العامل من الكُريات الحمراء الفتية ليغذِّي الخلايا والأعضاء كلها ويخلصها من الرواسب الضارة والأذى والفضلات.
دراسات وأبحاث عن الحجامة
تقوم الحجامة بتخليص الجسم من الدّم الفاسد والشوائب والفضلات والرواسب الدّموية ممّا يؤدي إلى نشاط كل الأجهزة والأعضاء، فقد أثبتت الدراسات المخبرية أن دم الحجامة يحتوي على عُشر كمية الكريات الدّم البيضاء الموجودة في الدّم الطبيعي، بينما نجد أن كريات الدّم الحمراء الموجودة في دم الحجامة تكون كلها ذات أشكال شاذة وهرمة غير قادرة على أداء عملها، فضلا عن عرقلتها لعمل بقية الكريات الفتية العاملة.
كما أن السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جدا ممّا يدل على أن الحجامة تُبقي الحديد داخل الجسم دون أن يخرج مع الدّم المسحوب بهذه الحجامة، وتُساعد الطحال والكبد على أداء مهماتهما الأساسية.
وقد أظهرت الدراسات التحليلية عودة الكبد والطحال إلى حالتهما الطبيعية بعد الحجامة وانخفاض إفراز الخمائر الكبدية التي ترتفع في حالات الإصابة بأي أمراض كبدية، ممّا يدل على نشاط الكبد واتجاهه نحو التماثل للشفاء. كما تعمل الحجامة عمل الطحال في تخليص الدّم من العناصر الدّموية الشاذة والشوائب والتوالف الدّموية.
وكشفت العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت حول الحجامة أن لها فوائد عظيمة يجهلها الكثير من الناس. وقد أجرى فريق طبي من كلية الطب بجامعة دمشق الحجامة لا كثر من 300 شخص اعتمد على أخذ عيِّنات من الدّم الوريدي قبل وبعد الحجامة, وبعد إخضاع هذه العيّنات لدراسة مخبرية كاملة تم التوصل إلى نتائج مذهلة، حيث لوحظ فيها اعتدال في ضغط الدّم والنبض وانخفاض في كميّة السكر في الدّم، وكذلك ارتفاع عدد كريات الدّم البيضاء والحمراء بشكل طبيعي، وازدياد الصفائح الدّموية, كذلك لوحظ اعتدال شوارد الحديد وانخفاض الكلسترول عند الأشخاص المصابين بارتفاعه.
والحجامة التي تركها الكثير من الناس وقللوا من أهميتها وفوائدها أصبحت الآن تُدرس في الجامعات الأوربية، ولها العديد من المراكز المتخصصة هناك.
على الجميع إجراء الحجامة وفق شروط وقواعد محددة
يقول الدكتور أحمد السيف (متخصص في الحجامة) إن هناك أحد عشر نوعا للحجامة، منها: الحجامة الخفيفة، وهي تتم من خلال شفط خفيف بكؤوس الحجامة، وحجامة متوسطة وهي شفط متوسط بكؤوس الحجامة، وحجامة شديدة وهي شفط شديد بكؤوس الحجامة، وأخيرا حجامة متزحلقة وتتم بتحريك كأس الحجامة بعد الشفط على جسم المريض بمادة مثل زيت الزيتون، وحجامة الأبد الطينية، والحجامة الدّموية، والمائية، والمغناطيسية، وحجامة الأعشاب، وأخيرا حجامة "الموسكا"، والتي تتم بواسطة عشبة الموسكا. إلا أن أكثر الطرق استخداما هي الحجامة الدّموية؛ لأنها تعمل على شفط الدم بكأس الحجامة بعد التشريط؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "شرطة محجم".
ويضيف: "من فوائد الحجامة أنها تشفي جميع الأمراض (يقينا) لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) إن في الحجم شفاء، ومن فوائدها أنها تعمل على تنشيط الدّورة الدموية في العضلات، فتفك التقلصات العضلية، كما أنها تعمل على تنشيط الدّورة الدموية في المفصل، فتقلل الألم الناتج عن الأمراض الروماتيزمية وغيرها، وتنشّط بصيلات الشعر، بزيادة الدّورة الدموية إلى الجلد ممّا يوفر الغذاء الجيّد للشعر وجذوره.
ومن الفوائد أيضا تنظيم إفراز أحماض المعدة وإنزيمات الأمعاء الهاضمة ممّا يزيد من كفاءة الهضم وامتصاص الطعام وتعمل على زيادة كل من الكريات البيضاء والحمراء وتحويل الدم الزائد الحمضية إلى دم متعادل فتعمل على تنقية الدّم".
وعن الأيام التي يجب على المريض أن يقوم بهذا العلاج فهي تجري على حسب الآتي في أيام الشهر 17و19و21 من الشهر العربي (الهجري) لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "من أراد الحجامة فليتحرى سبعة عشر وتسعة عشر وإحدى عشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدّم فيقتله".
ويؤكد الدكتور أحمد أن الكثير يتخوّف من الأضرار الجانبية للحجامة، في حين لا توجد هناك أي أضرار لها غير أن بعض المرضى يشعر بقليل من الدوار وسرعان ما تزول هذه الأعراض في هذه الحالة، يجب أن يعطى للمريض حقنة جلوكوز أو تناول مشروب سكري.
شروط إجراء الحجامة
ويشير الدكتور أحمد إلى أن هناك شروطا للحجامة، منها:
- يجب معرفة قبل إجراء الحجامة نسبة كمية الدّم ونسبة السكر، ويجب أن يقاس ضغط الدّم وألاّ يأكل المريض أي طعام.
- "بالنسبة إلى مرضى السكر، فهناك شروط معينة قبل الحجامة، منها: أن تكون نسبة السكر طبيعية أثناء عمل الحجامة، وأن تكون نسبة الدّم طبيعية ومناسبة لعمل الحجامة، وأن يكون التشريط خفيفا، وخصوصا لمرضى السكر".
- "إن هناك حالات مرضية قد تعافت من الأمراض المختلفة، وهي: التحسسات الجلدية والبواسير والنواسير، وبعض حالات العقم -بإذن الله- وارتفاع ضغط الدّم والمسّ والسحر والعين، بالإضافة إلى الربو وقرحة المعدة وصفار الكبد والصداع بأنواعه.
- أما الأمراض التي تعالجها الحجامة فهي الأمراض النفسية والروحية والأمراض العصبية والجلدية والعضلية وأمراض الجهاز الهضمي وأمراض الدّم وأمراض الجهاز التنفسي أيضا وأمراض العظام والمفاصل والأمراض العضلية".
نصـــائح
وعن النصائح التي يجب إتباعها يقول: "يجب ألاّ يزيد عدد المواضع في الجلسة الواحدة عن عشرة مواضع، ويجب تجنّب عمل الحجامة لمرضى السرطان أثناء تعاطي الكيماويات أو جلسات الإشعاع حتى يتم تحليل صورة دم كاملة.
وننصح مرضى الأنيميا وسيولة الدّم والسكر أن تكون الحجامة لهم بشكل خفيف بالمشرط. وفي حجامة الرأس لا يزيد عدد المواضع عن ثلاثة مواضع مع مُراعاة أن يكون الشفط متوسطا، ويجب على المتبرع بالدّم تجنّب الحجامة حتى مرور أسبوع على الأقل، وفي حالة شعور المريض بدُوار يجب أن يستلقي على ظهره ويتناول مشروبا سكريا".