بقلم: الأستاذ الشاعر منير ركراكي

قـف.. Stop




بسم الله الرحمن الرحيم والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه.

هدية لكل مقاوم ممانع لم يعط الدنيّة من نفسه للقامع المانع، أو ضن بلا عن عُروض العَضوض، وآثر أن يقاطع لعلمه الواسع بحقيقة الواقع الذي ما له من دافع عند من ليس له وازع ولا رادع، والقول الفصل في كلام سيد قطب الجامع المانع الرائع، فهل من سامع؟: "إنه على الحق – أي المؤمن - فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ وليكن للضلال سلطانه، وليكن له هَيْلُه وهيلمانه، ولتكن معه جموعه وجماهيره.. إن هذا لا يغير من الحق شيئاً، إنه على الحق وليس بعد الحق إلا الضلال، ولن يختار مؤمن الضلال على الحق - وهو مؤمن - ولن يعدل بالحق الضلال كائنة ما كانت الملابسات والأحوال" ..

﴿ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ " آل عمران: 8 - 9." [1]



الشعب يبقى والجبابر تنصرف

والنّصر دُخر للسويّ المؤتلف


والظّلم من شيم البُغاة فإن تجد

ذا عفّة فلحاجة لم تنكشف


إن يَنْهبوا هذي طبيعة حكمهم

أو يُرهبوا فمرادهم أن ترتجف


أو يمكروا بمُعارِض ذا كيدهم

ويل له إن لم يؤاكل أو يخِف


أو يأسروا ويُلفِّقوا تُهَما له

ليُسامَ سوءَ عذابهم كي يعترف


أو يَكذبوا هل في القنافذ أملس

فالكذب سوق المُسْتَخِف المحترف


أو يُسكتوا صوتا يُجلي خُبثهم

إن لم تُرد ما قرّروا أنت المُسِف


أو يقمعوا "فالأمن" عصمة أمرهم

من أفق سِرْب لا يَشِفُّ ولا يصف


أو يمنعوا فالكل مِلك يمينهم

أو يمنحوا فاقنع بما أعطوا وعِف1


أو يَجْزَعوا فافطم هواك عن المنى

لا تطلب الأقصى ومن يَطْلُب قُصِف


أو يوقِفوا مَن وَظّفوا لا تعجبوا

هل في معالمهم سوى حاذِرْ وقِف


أو تُخبِروا عن مُخبِر سُحْقا لكم

فلترفع الأقلام عنهم أو تَجِف


هذي انتخابات أتَت في وقتها

والملْك راعيها ونعم المكتنف


والكل يسبَح في بحار ولائه

خاب المقاطع والمشكك مُعْتَسِف


اختر من الأطياف أعذب كذبة

فالفوز مضمون لأكبر منحرف


والصوتَ أَعْط الفاسدين فإنهم

نهر من الكرم الميسّر فاغترف


أما الحراك فلا نجاح لسعيه

والكل يدعمنا وبئس المنْجَرف


ولسوف نرغمه على رفع الأذى

عن شعبنا طوعا وإن يرفض صُرِف


هل يشتهون لنا مهازِل تونسٍ

أو حكم عسكرِ مِصرَ بئس المنعطَف


أو من غزاه الغرب يبغي نفطه

أو من جنى الأدهى وهل يُجدي الأسف


أو من أهاج الأُسد وسط عرينهم

هل يُسكِت الآساد حِلْف مختلف


الملْك ضامِنُ وحدةٍ عِشْنا بها

دهرا ونحن بدونها مثل الجيف


تطفو على سطح المياه مهينة

صرعى بلا أمل تسير ولا هدف

****


يا ناطقا باسم النظام مباركا

جور الطّغاة ومن يُبارك مستخَف


هلا وقفْت مع الشّعوب وحقها

في هبة بعد الركوع لمن عسف2


الله أكبر لا مَرَدّ لحكمه

مهما علا الباغي وكابر أو عنف


وعواقب الطغيان موعظة لنا

فمتى يُفيد الخَلف مِن عِبَر السَّلَف


هي قدرة من قادر لا ثورة

من ثائر أين القضاء من الصُّدَف؟


هرب المغفّل والمبجّل لم يزل

يقضي ديون من استُبيح ومن نَزَف


"والجُرد" تحت الأرض أمسى نكتة

أبئس بأفّاك أثيم قد خَرِف


والأُسْد في شام العروبة رُوِّضَت

بسياط صوت الشّعب دَمْدم: لم يخَف


إعدام بشّار شعار حراكه

والشّعب لا يثنيه عن حقّ سَرَف


الليل موعده الجلاءُ وصبحُنا

آت قريبا والموفَّق من عرَف


لا حول إلا للذي خلق الورى

خاب المؤلِّه والمؤلَّه مِن خَزَف


صلوا على طه صلاة مودّع

لا خير في الدّنيا إذا غاب النَّصَف


صلوا على آل النبي وصحبه

ما حنّ مشتاق لساكنة الغُرف


صلّوا على إخوان طه ليتني

أحظى بما خُصُّوا به يا لَلشَّرف

1- عفّ: كفّ وتعفّف واستعفف وأعفّه الله.

2- عسف: العسف السير بغير هداية والأخذ على غير الطريق، وعسف فلان فلانا عسفا: ظلمه، وعسف السلطان واعتسف وتعسف: ظلم.



الاثنين 12 ذي القعدة 1432

الموافق لــ 10 أكتوبر 2011

[1]

معالم في الطريق: الشهيد سيد قطب رحمه الله، دار الشروق – بيروت، ص187.