﴿ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴾


لماذا يأمر الله بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه، ولا يأمر إلا بالاستعاذة من العدو الشيطاني؟


●قال الله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم)،

●وقال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون. وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون).

●وقال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم. وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)،


فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله تعالى يأمر
بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه طبعه الطيب الأصل إلى الموالاة والمصافاة،


ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم.

ابن كثير