في الجزء الثـــــــــانـــــــــــــــــــــــــــــــي من القصة الجماعية التي بدأناها معا اخوتي وأخواتي أعضاء الرفيع
ولكي نشرك معنا باقي الاعضاء الجدد في الكتابة ارتأينا ان نطلعهم على الجزء الأول من القصة التي لم نختر عنوانا لها بعد لكن نتركه حتى الخاتمة ان شاء الله ثم نرشح احسن عنوان
اليكم اخوتي الجزء الأول من القصة :البداية:
في احدى المدن العربية ، كانت هناك أسرة أفرادها يعانون من الفقر فالأب رغم كبره ومرضه لا
ييأس من البحث لتوفير لقمة العيش لاسرته الصغيرة المكونة من
طفلين وطفلتين والجدة وطبعا الزوجة حيث يبلغ عمر الأول 7 سنوات
ويتفانى الأب المسكين في اعالة أسرته وتمر الايام والشهور وايقاع حياتهم كما تعودو عليه وفي احدى الليالي تستيقظ الأم على أنين زوجها
وفي احدى الليالي تستيقظ الام على أنين زوجها على غير عادته .الشيء الذي ارعبها .تناديه باسمه
-عبد الله مابك رد علي خير ان شاء الله
وتلاحظ أن الزوج المسكين غير قادر على الرد ويتمتم بكلمات لم تفهم ما يطلبه. خرجت من الغرفة لتجلب له الماء وهي تقول:
يا الهي رحمتك بنا.يا الهي انا لا نسالك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه
التقت بالجدة في المطبخ التي سمعتها تدعوا فسالتها: مادا هناك يا بنتي خير
-لا شيء يا خالتي فقط عبد الله متعب قليل
الجدة :ماذا؟ خير ان شاء الله ....
اخدت الزوجة كاسا من الماء وذهبت بسرعة قائلة : خير ،خير ان شاء الله
و هي لا تنتظر رد الخالة ام عبد الله
واتجهت إلى حيت يرقد زوجها المتألم محاولة مساعدته على النهوض ليتمكن من شرب الماء: هيا بسم الله اسي عبد الله مايكون غير الخير إن شاء الله ....
ساعدته على شرب الماء.وبعدها قال: الحمد لله يا ام علي .الحمد لله أنا راض عنك يا زوجتي العزيزة.اوصيك بتتمة هدفنا ورسالتنا التي طمحنا لتحقيقها ...أوصيك يا زوجتي أن تكمليها مهما كان .لا تنسي ....
اجابت الزوجة بنبرة حزينة تحاول اسكاته : بارك الله فيك يا عبد الله .انت ماشاء الله بصحة جيدة لا تقلق لهذا التعب المفاجئ سنكمل مهمتنا في الحياة معا ان شاء الله....
لم يدعها تكمل كلامها قائلا: كنت حقا زوجة مطيعة أعنتني على الحياة والكفاح من أجل أسرتنا.وكنت اما عظيمة لابنائنا ...اكملي دورك يا زوجتي مع ابنائنا أريد ان يحفظو القران...اريد ان يتعلمو...وأن يتفوقون في دراستهم ...
بكت الزوجة بعد ان حبست دموعها طويلا:لا تقل هذا يا عبد الله فأنت كنت نعم الزوج المخلص والأب البار وكل ما فعلته كان بمساعدتك ..
اردف الاب قائلا وهو يتنهد:اه ،حقا صبرتي معي وكنت دائما تشجعيني للبحث عن عمل وعدم اليأس .أتذكرين كم كنت متفوقا ومناضلا في دراستي حتى حصلت على الاجازة ومع ذلك لم اجد ما طمحت له وكنت مع ذلك تقفين معي ورضيتي على الزواج بي رغم اني لم اجد عملا مستقرا
بل ....وشجعتني على البحث المستمر
قالت الزوجة:نعم أذكر والحمد لله أن عوضنا الله عز وجل بعد كل الصبر ...ورزقنا بابناء صالحين فابننا علي عمره الان 14سنة ماشاء الله وهو مواظب على حفظ القران في الكتاب كما طمحنا ولا ننسى احمد فرغم انه ما زال صغيرا وعمره 7 سنوات الا انه يحب ان يحفظ مع اخيه ..
الاب:الحمد لله الحمد لله اللهم اجعلهم بارين مطيعين صالحين واجمعني بهم في الجنة امين
الام :حزينة ان شاء الله لكن لماذا تقول هكذا يا عبد الله.سوف تعيش معنا وتراهم بارين بنا وتشهد تفوقهما ان شاء الله.لا تقل هكذا يا عبد الله فنحن لا زلنا في حاجة اليك أبناك علي وأحمد وبناتك زينب وايمان في حاجة اليك .واردفت وهي تبكي :الى من ستتركنا يا عبد الله ....الى من ..
أردف قائلا:الى الله عز وجل يا زوجتي لا تنسي ان الله تعالى هو الذي رزقنا وهو قادر على كل شيء ...
-ونعم بالله .يارب ارحمنا
خيم صمت لبرهة قصيرة عليهما ثم أردف قائلا :لا تبكي يا أم علي.اريدك قوية كما كنت دائما معي اصبري
وان شاء الله الموعد الجنة ...
أجهشت في البكاء بينما سمعته يقول اخر كلماته التي لن تنساها ابدا طوال حياتها :لا تنسي اكمال الرسالة يا زوجتي ....اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله
لقد فقد الزوج حياته وهو متكئ برأسه على يدي زوجته التي كانت تشربه الماء.كان حدث لم تتوقعه الزوجة ذلك اليوم
فاهتز البيت بأزيز كأزيز المرجل بلغ صداه الى أم عبد الله فتسرع الخالة الى مصدر البكاء فتجد المسكينة ابنها البار والوحيد بين يدي زوجته المصون قد انتقل الى ربه يا خالتي انا لله وانا اليه راجعون لله ما اعطى ولله وما أخد ، كان أبنا بارا بوالدته و نعم الزوج لزوجته ونعم الوالد لأولاده رفعك الله اعلى عليين يا عبد الله وجمعنا بك في الفردوس الاعلى مع النبيين والصدقين والشهداء ...
وبعد لحظات من وفاة الاب الحنون استيقظ الابناء على ايقاع بكاء الأم والجدة على الفقيد تغمده الله برحمته ...
وتعالت اصوات الجميع بالبكاء حتى حضر الجيران والاهل .الجميع حزن لموت عبد الله لكن حزن الزوجة أعمق ومصابها أكبر..أخذت تفكر كيف تعيل أسرتها الصغيرة ومن أين تبدا فزوجها لم يكن له عمل قار، وليس لديها معاش
وانتهت مراسيم الجنازة وقد شارك فيها كل من يعرفه وكل من سمع الخبر والحزن مخيم على الجميع .فعلا لقد كان رجلا طيبا يشهد على ذلك كل من عرفه .
كانت الزوجة جميلة جدا وطيبة ومباشرة بعد ايام قليلة من وفاة زوجها ،تقدم لخطبتها العديد لكنها أبت وباصرار خوفا على مستقبل اولادها وخوفا على ان لا تكمل وصية زوجها .
وكيف ترتبط باحد اخر لياخد مكان عبد الله الذي ليس مثله احد كزوج ولا كأب بالنسبة لها ،غلب عليها الحزن والبكاء...تساؤلات كثيرة مرت في خاطرها
كيف ستدفع اجرة المنزل لان الشهر قرب على الانتهاء ،وكيف تربي ابناءها وكيف تدفع لهم مصاريف الدراسة وهل بامكانها ان تجد عملا .لما لا وهي خريجة معهد برمجة الحاسوب ؟
افكار وافكار راودت الزوجة المسكينة ام علي ...لم يخرجها منها الا تذكرها لاخر كلمات زوجها :لا تبكي يا أم علي أريدك قوية كما كنت وان شاء الله الموعد الجنة
و قررت عائشة (ام علي) البدء بالبحت عن عمل لكي تعيل أسرتها, وتوالت الأيام و مازالت الام مجدة في بحثها رغم قساوة الظروف و صعوبة المعيشة.
بعد مرور شهرين كاملين تمكنت من إيجاد عمل في شركة صغيرة بمرتب بسيط 2000dh في الشهر و كعادة الام الصابرة الشاكرة الراضية بقضاء الله حمدت ربها و شكرت فضله
- الحمد لله يا خالتي لقد أكرمني الله بعمل أعيلكم به
- الحمد لله ياابنتي إن الله لا ينسى عباده
- فعلا يا خالتي هو خلقنا و هو يرزقنا سبحانه و تعالى, ساذهب لأعد لكم العشاء ...
و نهضت متجهة إلى المطبخ
انقضى أول شهر من العمل بسرعة على الاسرة الصغيرة التي قاست الحزن والحرمان ووجهت أجرة أول شهر مباشرة لدفع ما كان عليهم من الديون ودفع اجرة كراء المنزل
والحمد لله الذي يرزق من يشاء بغير حساب ،كانت الام عائشة تعمل بكل اخلاص وصدق وتعود للبيت مساء لتراجع مع ابناءها فكانت لا تحس بالراحة الا عندما تجمعهم في جلسة ايمانية وتناقش معهم حديثا وتحكي لهم عن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم ليقتدوا به وبعدها قبل النوم يستظهرون عليها ما حفظوه من القران الكريم في الكتاب .حيث كانوا يذهبون للكتاب صباحا قبل ذهابهم للدراسة وقد عملت الام كل ما يسعها لتكمل وتطبق وصية زوجها فاقامت لهم مسابقة في حفظ القران تشجيعا لهم . وكانت الجدة تتكلف بتحضير الغداء بمساعدة ايمان التي كان عمرها 15 سنة التي كانت متفوقة في دراستها ومع ذلك تساعد في اعمال البيت قبل ذهابها للدراسة حيث كانت تدرس في التاسعة اعدادي .اما علي ففي الثامنة اعدادي فهو اصغر منها بسنة وزينب كان عمرها 12 كانت تدرس في السابعة فكانوا يدرسون في نفس الاعدادية .فقط احمد من كان في القسم الاول ابتدائي وكانت يتكلف علي بايصاله دائما بعد خروجهما من الكتاب للمدرسة
ومرت الأيام وحال الأسرة الصغيرة على ماهو عليه، كانو يعيشون حياة جميلة بسيطة سعيدة في حب الله وارضائه .
مرت سنين وكبر الاطفال .
أصبحت ايمان تدرس في السنة الثانية من الجامعة تخصص دراسات اسلامية اما علي ففي السنة الاولى شعبة الاقتصاد و زينب البكالوريا
أما احمد ففي التاسعة اعدادي...
...
...